مدّت اليك المعالي طرفَ مبتهج – ابن نباتة المصري

مدّت اليك المعالي طرفَ مبتهج … وأعربت بلسان المادح اللهج

وأشرق المنبرُ المسعودُ طالعه … بخير بدر بدا في أشرف الدّرج

خطبتَ بالشام لما أن خطبتَ له … فاهنأ بمتفق اللفظين مزدوج

يا حبذا أفقٌ عطرتَ جانبه … حتى استدلّ بنو الآمال بالأرج

صدر العلى فتمكن بالجلوس به … فقد جلست بصدرٍ غير ذي حرج

وأصدع برأيك لا لفظ بمحتبسٍ … إذا خطبت ولا فكرٌ بمنزعج

تصبو الورى لسواد قد ظهرت به … كأنما من حكته أسود المهج

عين الزمان تحلى في ملابسه … وإنما تتحلى العين بالدعج

أعظم بها من مساعٍ عنك سائرة … فقد سلكت طريقاً غير ذي عوج

ولجتَ للعلم أبواباً متى خطرت … بها العزائم أبواب العلى تلج

ودافعت يدك الآمال جائدة … تدافع السيل في أثناء متعرج

مناقبٌ يهتدي وفدُ الثناء لها … بواضحٍ من ضياء البدر منبلج

كأنّ نغمة ََ عافيهِ بمسمعه … أصواتُ معبدَ في الثاني من الهزج

يا طالباً منه جوداً أو مباحثة … رد بحره العذب واحذر سورة اللجج

بحر الندى والهدى ان شمت مورده … شمتَ النجاة وان هيجته يهجِ

مبصر الرأي مأخوذٌ بفطنته … الى المراشد مدلولٌ على النهج

هذا دليل الشباب الجون منسدل … فكيف لما يضيء الشيب بالسرج

إيهٍ بعيشك بدرَ الدين سد فلقد … أدلجت للفضل فينا كلّ مدّلج

أنت الذي فضَّلَ الأخبار شاهده … فيممتهُ بنو الآمال بالحجج

من فيض جودك جاد الفائضون ندى … كأنك البحرُ يروى عنه بالخلج

لازال بابك للمغلوب جانبه … وواجد الهمّ باب النصر والفرج