ما لدهر السوء مغرى بالغواني – ابن شهاب
ما لدهر السوء مغرى بالغواني … غِرة يغزو ضعيفات الجنان
ليت شعري هل له من مذهب … في الهوى أم هاب أرباب السنان
هكذا يا دهر تجني دفعة … زهرتَيْ دوح معان وبيان
درّتَيْ عقد عفاف وندى … وحياء ووقار وصوان
ما عهدنا قبل أن ينتقلا … أن شمسين بيوم تغربان
فرقدي أفق العلا قد أفلا … إذ هما بالطبع لا يفترقان
في حجور المجد قد عاشا معاً … وعلى الحوض معاً يستقيان
هل ترى للغيد من سيدة لامضى … سيدتا كل الحسان
لو فرضنا صورة شبههما … فالتضاهي مستحيل في المعاني
كان حقاً أن تراعي ذمة الوالد … السابق في كل رهان
والذي جلَّ عن التشبيه في … كل مجد بفلان وفلان
والذي آلاؤه للمجتدي … ولذي الحاجات نادت بالضمان
كيف لا والأصل أصل معرق … نزلت في شأنه الأي المثاني
من بني مستأصل الكفر ومجتاح … أهل البغي بالنصل اليماني
وارث المختار في أسراره … والمقامات السميات المغاني
يا أبا الريحانتين اصبر على … ما عرى فالأخذ من ذي الامتنان
واحتسب عند الذي أعطاك مَنْ … أمسيا في خفض عيش وجنان
سُرَّت الزهرا وسُرَّت أمّها … وعليّ بهما والحسنان
تحمل الحور جلابيبهما … إذ تدوسان حشيش الزعفران
نطق الفال بتاريخهما … أدخلا جنات عدن بأمان