ما كنتَ في بخس الجزاء بمشبهٍ – ابن الرومي

ما كنتَ في بخس الجزاء بمشبهٍ … إلا كنيَّك يا أبا أيوبِ

وأَراك أيضاً مثلَهُ في جودهِ … للراكبين بظهره المركوبِ

أصبحتَ كالجمل الذي لا يُرتجى … لجزاءِ عارفة ٍ ولا تثويبِ

ما أنت في الأحياء بالحيّ الذي … يُطرى ولا بالميت المندوبِ

أبديتَ صفحة قسوة ٍ وخشونة ٍ … من دون تافِه نَيْلك المطلوبِ

فكأنك الينبوتُ في إبدائهِ … شوكاً يذودُ به عن الخروبِ

لو كان نائلكُ المُحجَّب نائلاً … لَعَذرتُ مَنْعة َ بابك المحجوبِ

يا ضَيفَهُ أبشرْ فإنك غانُم … أجر الصيام وليس بالمكتوبِ

ولو استطاع لحَبْطِ أجرك حيلة ً … لاحتال في ذلك احتيالَ أريبِ

وأراهُ سَخَّاهُ بصومك علمُهُ … أنْ ليس صومُ الكُره بالمحسوبِ

أو ظَنُّهُ أنْ لا صيامَ لضيفِه … مع رَتْعه في عرضه المسبوبِ

أيظنُّ غِيبتَهُ تُفطِّر صائماً … قُبحاً له ولظنِّه المكذوبِ

لا تحسبَنَّ على امرىء ٍ في شتمِه … حُوباً فما في شتمه من حُوبِ

رَهِلُ المحاجر والجفون ترى له … وجهاً يؤكِّد قُبحَهُ بقُطوبِ

أبداً تراه راكعاً في ثَردة ٍ … مأدومة ٍ بإهالة ِ المصلوبِ

مُتتابعَ الأسقام من تُخمَاتِهِ … لا يَشِف ذاك الداء طبُّ طبيبِ

ومُصحِّحُ الأضياف يَسلَمُ ضيفُهُ … من كل داءٍ غيرَ داء الذيبِ

يتنفس الصُّعداء من كِظَّاتهِ … لا فارقَتْه زفرة ُ المكروبِ

يا حسرتا لقصيدة ٍ أغلقتُها … بمديحهِ وفتحتُها بنسيبِ

لأُبدِّلن مديحه قَذْعاً له … ولأجعلنَّ بأمه تشبيبي