لِيوقن من يعارضني بأنِّي – ابن الرومي

لِيوقن من يعارضني بأنِّي … سأرهق ما بنى مبنى مُنيفا

فإن أربى عليَّ بنيتُ قصراً … يطول بسُوره الشرف الشريفا

فإن أربى عليَّ بنيتُ طوداً … يجوز النجم والسقف المطيفا

نظرتُ بعين إنصافٍ وعدلٍ … فلم أرَ قطُّ ميزاني خفيفا

ولم أرَ هائبي إلا قويَّاً … ولا مُستضعفي إلا سخيفا

فتى الكُتَّابِ لا تَعرِض لشعري … فتظلمَ صاحباً مولى حليفا

أعِدْ نظراً وكن حَكَماً فإني … أراك فقيه طائفة ٍ حنيفا

وقل في صاحب لم يُلفَ إلا … حكيماً في مذاهبه ظريفا

أَريباً في مآربه أديباً … لبيباً في مخاطِبه حصيفا

نزيهاً في مطالبه نبيهاً … عفيفاً في مكاسبه نظيفا

شريفاً في مَناسبه عريقاً … خفيفاً في ملاعبه ذفيفا

تفرَّد بالكتابة ثم أضحى … يُنازعني القريضَ لكي يحيفا

حوى دوني الحليلة َ ثم أنحى … يُريغ إلى حليلته اللطيفا

كربِّ التسع والتسعين أضحى … يُنازعُ ربَّ واحدة صعيفا

إخالُك تؤنس العدوان منه … وترضى بالملام له رديفا

وأنت الخصم والحَكَم المنادَى … فقلْ سَدداً وأنجدْ مستضيفا

وسدِّدْ في معاملتي وقاربْ … ولا تكُ في محاربتي عنيفا

ولا تعرِضْ لواحدتي وأقبل … على الكبرى وكن رجلاً عفيفا

ولم أمنعك وِردَ البحر كلا … ولا إلطافَهُ اللطف الطريفا

ولكن دع زحامي في طريقي … فإنك واجد سعة ً وريفا

وإن لم تهوَ إلا السير فيه … فإنك لن تصادفه مُخيفا

رضيتُ وإن قذيتُ بكل شيءٍ … رضيتُ به ولم أخلق طفيفا

فدونك طاعتي وصريح ودِّي … وهبتُ لك الوصيفة َ والوصيفا

ولو خَصمٌ سواك أراد ظُلمي … لأسمعتُ الأصمَّ له حفيفا

بأمثالٍ من المَثُلاتِ شُنْعٍ … تسير فتخرق الأفق المُطيفا