لِخَوْلَة َ بالدُّوميّ رَسْمٌ كأنّهُ – الأخطل

لِخَوْلَة َ بالدُّوميّ رَسْمٌ كأنّهُ … عن الحولِ صحفٌ عاد فيهنَّ كاتبُ

ظلْتُ بها أبْكي وأُشعَرُ سُخْنَة ً … كما اعتادَ محموماً مع الليلِ صالبُ

لعرفان آياتٍ وملعبة ٍ لنا … ليالينا إذا أنا للجهلِ صاحبُ

هلاليّة ٌ شطّتْ بها غَرْبَة ُ النّوى … فمِنْ دونها بابٌ شديدٌ وحاجبُ

تَبَدَّلتُ مِنها خُلّة ً وتبدَّلَتْ … كلانا عَن البَيْعِ الذي نالَ راغبُ

ألا بانَ بالرَّهْنِ الغَداة َ الحبايبُ … فعَمْداً أكُفُّ الدمْعَ والحبُّ غالبُ

تحمّلْنَ واستَعْجَلْنَ كلَّ مودِّعٍ … وفيهنَّ لو تدْنو المُنى والعجايبُ

لبثنَ قليلاً في الديارِ وعُوليتْ … على النجبِ للبيضِ الحسانِ مراكبُ

إذا ما حدا الحادي المُجِدُّ تدافعتْ … بهنَّ المطايا واستحثّ النجايبُ

وغيثٍ ثنى روادهُ خشية َ الردى … أطاعَ وما يأتيهِ للناسِ راكبُ

فأصْبَحَ إلاَّ وحْشَهُ وهو عازِبُ … ورَواهُ سكباً في جمادى الأهاضِبُ

تظلّ به الثيرانُ فوضى كأنّها … مَرازِبُ وافَتْها لعيدٍ مَرازِبُ

بكرتُ به والطيرُ في حيثُ عرستْ … بعبل الشوى قد جرستهُ الجوالبُ

أشقَّ كسِرْحانِ الصَّريمة ِ لاحَهُ … طِرادُ الهوادي فهوَ أشعثُ شاسِبُ

ذعرتُ به سرباً تلوحُ متونهُ … كما لاحَ في أفق السماء الكواكبُ

فعاديتُ مِنهُ أَربَعاً ثم هِبتُهُ … ونازَلَ عنهُ ذو سراويلَ لاغِبُ

فلمّا رأيتُ الفلّ قرناً محارباً … ومُستوْعِلاً قدْ أَحرزَتْهُ الصَّياهِبُ

رجعتُ به يرمي الشخوصَ كأنهُ … قطاميّ طير أثخنَ الصيدَ خاضبُ

أحمّ حديدُ الطرفِ أوحشَ ليلة ً … وأعْوَزَهُ أذخارُهُ والمَكاسِبُ

فطلّ إلى نصفِ النهار يلفهُ … بذي الحرْثِ يوْمٌ ذو قِطارٍ وحاصِبُ

فأصبحَ مُرتبياً إلى رأسِ رُجمة ٍ … كما أشرفَ العلياءَ للجيشِ راقِبُ

يقلبُ زرقاوين في مجرهدة ٍ … فلا هوَ مَسْببوقٌ ولا الطرْفُ كاذِبُ

فحمتْ لهُ أصلاً وقد ساء ظنهُ … مصيفٌ لها بالجبأتين مشاربُ

فعارَضَها يَهْوي وصَدَّتْ بوَجْهِها … كما صدَّ من حسَ العدوَ المكالبُ

فلمْ أرَ ما ينجوهُ ينخو لطائرٍ … ولا مثلَ تاليها رأى الشمسَ طالبُ

فأهْوى لها ما لا تَرى وتحَرَّدتْ … وقد فرقتْ ريشَ الذنابى المخالبُ

بلمعٍ كطرفِ العينِ ليستْ ترثيهُ … وركضٍ إذا ما واكلَ الرَّكضَ ثايبُ

فعارضَ أسرابَ القطا فَوْقَ عاهِنٍ … فممتنعٌ منهُ وآخرُ شاجِبُ

إذا غَشْيَ حِسياً مِلْ حساءِ درَتْ لهُ … صوادرُ يتلونَ القطا وقواربْ

يفرقُ خزانَ الخمايلِ بالضحى … وقد هربتْ مما يليهِ الثعالبُ

فلما تناهى من قلوبٍ طرية ٍ … تذكرَ وكراً فهو شبعانُ آيبُ