لي خادمٌ لا أزال أحتسبُهْ – ابن الرومي

لي خادمٌ لا أزال أحتسبُهْ … يغيب حتى يردّه سغبُهْ

نُرسله لاشتراء فاكهة ٍ … فقَصْرُنا أن تجيئَنا كتبُهْ

كم قال ضيفي وقد بعثت به … هيهات يوم الحساب منقلبُهْ

وخلتُهُ قَدْ سما إلى كَرْم رض … وانَ لكي يُجْتَنَى له عنبُهْ

وإنما زار مالكاً فرأى … زَقُّومَ صدقٍ فظل ينتخبُهْ

ثم أتاني وقد طما غضبي … عليه والضيفُ قد طما غضبهْ

فقال هاكم وليس في يده … إلا نوى كان مرة رُطَبُهْ

أو عَجْمُ رمَّانة وقشرتها … بغير ماء لقد خلا عجبهْ

ضل فما يهتدي لطيِّبَة ٍ … كأنما مُجتناه مُحتطبهْ

غَيْبتُهُ سَرْمَدٌ وخيبتُهُ … لا تنقضي أو يَغوله عطبهْ

يبطىء ُ حتى أكاد أحسبه … صادف تيساً فظلّ يحتلبُهْ

أو أعرض الرَّدمُ دون حاجته … أو لقِيَ الليثَ هائجاً كَلَبهْ

أو لَكَمَتْ لَقْوَة ٌ لَهَازِمَهُ … أو سقطت من زَمانة ٍ رُكَبهْ

هل مشتر والسعيدُ بائِعُهُ … هل قابِلٌ والسعيد من يهبهْ

أساء بالمسلمين جالبُه … لا كان من جالب ولا جَلَبُهْ