ليسَ للقلبِ في السُّلوِّ نصيبُ – الشريف المرتضى

ليسَ للقلبِ في السُّلوِّ نصيبُ … يوم رحنا والبين منّا رقيبُ

ودَّعتني وزادُها طَربُ اللهْـ … ـوِ وزادي تلهُّفٌ ونحيبُ

ورأتني أُذري الدموع فقالت : … أبكاءٌ أراه أم شُؤْبوبُ؟

إنّما البينُ للبدورِ المُنيرا … تِ كسوفٌ وللشُّموس غروبُ

والنُّوى كالرَّدى ، وفقدٌ كفقدٍ … غير أنْ غائبُ الرّدى لا يؤوبُ

ولقد قلتُ للمليحة ِ والرَّأ … ـرّأسُ بصبغ المشيب ظلماً خضيبُ

لا تَرَيْهِ مجانباً للتصابي … ليس بِدْعاً صبابة ٌ ومشيبُ

قلْ لمن حلَّ في الفؤاد وهل يسْ … كنُ حَبَّ الفؤاد إلاّ الحبيبُ؟:

أين أيّامنا اللّواتي تقضّـ … ـنَ وفي القلبِ بعدَهُنَّ نُدوبُ

واجتماعٌ نمحو به أثرَ الهـ … ـمّ ويحلو مذاقُه ويطيبُ

تشمئزّ الأحزانُ منه وتَـ … ـزْوَرُّ إذا قاربته عنه الكُروبُ

قمْ بنا نشكر الزّمان فلم يبـ … ـقَ لنا في الزّمان إلاّ العجيبُ

ظُلماتٌ مُسْودَّة ٌ، وأُمورٌ … مشكلاتٌ يَحارُ فيها اللّبيبُ

وشؤونٌ تبيضّ منها شؤونٌ … وانقلابٌ تَسْودُّ منه قلوبُ

وأراها بالظّنِّ كالجمرة ِ الحمـ … ـراء أَذكى لها الأُوارَ مُذيبُ

ووشيكاً يكون ذاك فما بَعْـ … ـدَ شَرارِ الزِّناد إلاّ اللهيبُ

وكأنِّي بها مُعرَّقة َ الأوْ … صال قد شَفَّها السُّرى والدُّؤوبُ

وعليهنَّ كلُّ أرْوَعَ لا يَرْ … ويه إلاّ التخّييمُ والتّطنيبُ

إنْ عَنَتْ أزمة ٌ فكفٌ وَهوبٌ … أو عَرَتْ خَشية ٌ فنصْلٌ ضَروبُ

ورجالٌ شُمُّ العَرانينِ وثَا … بونَ نحوَ الرَّدى شبابٌ وشِيبُ

أينما ضاربوا ، فهامٌ فَليقٌ … ونجيعٌ من الكُماة صبيبُ

ليس منهم إلاّ الغَلوب وما فيهـ … ـهمْ مدَى الدَّهرِ كلِّه مَغلوبُ

أنتَ عزُّ لنا فإنْ قيلَ في غيـ … ـرك هذا فالقول قولٌ كَذوبُ

وإذا مُيّزت سجايا أناسٍ … بان عودٌ رِخْوٌ وعودٌ صَليبُ

ولبَيتٌ حَلَلْتَ لم يُرَ فيهِ … قطٌّ إلا نجابة ٌ ونجيبُ

إِنّ آلَ الأجلّ آلي وشعبي … منهمُ اليومَ تستبين الشّعوبُ

وهمُ أسرتي ومن سِرِّ “موسى ” … بالمودّاتِ والصديقُ نسيبُ

وإذا حُصّل الودادُ تدانى … ذُو بعادٍ وبانَ عنكَ القريبُ

قارَعوا عَنِّيَ الخطوبَ وقدْ هَمْـ … ـمَتْ وكادتْ تَجني عليَّ الخطوبُ

وتلافَوْا جرائرَ الدّهرِ حتّى … ما لدهرٍ بهم إليَّ ذنوبُ

كم لهم دون نُصرتي نَهَضاتٌ … ومقامٌ ضَنْكٌ ويومٌ عَصيبٌ

وعَصوفٌ يُكِنُّني وركودٌ … ومَجيءٌ يجيئني وذُهوبُ

ودفاعٌ عنّي العِدا ونزاعٌ … أرتضيهِ وهدنة ٌ وحروبُ

لستُ أنسى حقوقَكم عندِيَ البيـ … ـضَ إذا كان في الزّمان الشّحُوبُ

واعتصامي بكم وأنتم لرَحْلي … حَرَمٌ آمِنٌ وودادٍ خصيبُ

كم فَرجتم من ضَيْقَة ٍ وكشفتُمْ … كُرَبًا يُطيقُها المَكْروبُ

وتخلّصتُمُ ثراءَ رجالٍ … من يد الفقر والبلاء يصوبُ

لا مشَتْ في دياركُمْ نُوَبُ الدَّهْـ … ـرِ ولا ارتبتُمُ بشيءٍ يُريبُ

وإذا خِيفت الغيوبُ فلا خِيـ … ـفتْ عليكم مدى الزّمان الغيوبُ

وفداكم من الأَذاة رجالٌ … دَنِساتٌ ذيولُهم والجيوبُ

كلَّما أخفتِ السُّعودُ عيوبًا … منهُمُ استيقظتْ ولاحت عيوبُ