لو لم يخالط بينك أضلعي – ابن عنين

لو لم يخالط بينك أضلعي … قاني دمي ما كنت إلا مدعي

قد صحَّ عندك شاهدٌ من عَبرتي … فسل الدجى ونجومه عن مضجعي

عاقبتني بجناية لم أجنها … ظلماً وكم من حاصدٍ لم يزرعِ

ومنعتَ طيفكَ من زيارة عاشقٍ … حاولت مهجته فلم يتمنّعِ

وأمالَك الواشي ولولا غِرَّة ٌ … كان الصِّبى سبباً لها لم تخدعِ

فجمعتُ أثقالَ الصدودِ إلى النوى … فوق المَلامِ إلى فؤادٍ موجَعِ

يا راحلاً والقلبُ بين رِحاله … يقتادهُ حفظاً لعهدِ مضيّعِ

هلاَّ وقفتَ على محبّك حافظاً … عهد الهوى فيه وقوفَ مودّعِ

كيف السبيل إلى السلوّ ولم تُعدْ … عقلي عليَّ ولم تدعْ قلبي معي

فسقى زماناً مرّ لي بطويلعٍ … صوبُ الحيا وسقى عراص طويلعِ

فلأصبرنّ على الزمان وجوره … صبر امريءٍ متجمّلٍ لم يخضعِ

ولألبسنَّ من التّجلدِ نثرة ً … حصداءَ تهزأُ من سوابغَ تبّعِ

ولأشكرنَّ حوادثاً قذفتْ بآ … مالي إلى الملك الهمام الأروعِ

… ضافي لباسِ المجدِ صافي المَشرعِ

ورأتُ أحسنَ منظرٍ وخبرتُ أطـ … يبَ مخبرٍ وحللتُ أَرفعَ موضعِ

في ظلِّ وضّاحِ الجبين سميذعٍ … من نسلِ وضّاح الجبين سميذعِ

الأشرفِ الملك الذي بذلُ النَّدى … من كفّه طبعٌ بغيرِ تطبُّعِ

ملكٌ له يوم الهياج مواقفٌ … مشهورة ٌ لا يدعيها مُدَّعي

متبسّمٌ في كلِّ يومٍ عابسِ … متوضّحٌ في كل خطبٍ أسفَعِ

يروي حرارَ السّمهري بكفه … يوم الوغى من قلب كل مدرّعِ

سِيَّانِ عند يمينِه وحسامِه … في الحربِ هامة ُ حاسرٍ ومعنَّعِ

ولطالما حطَم الوشيجَ بكفّه … من بعدِ حشوِ الدرعِ بين الأضلعِ

ملكٌ متى استسقيتَ بحرَ يمينه … جادتْ عليك بديمة ٍ لم تُقلعِ

حسنتْ مواقعُها وكم مِن ديمة ٍ … جهلتْ فجادتْ في سباخٍ بلقعِ

ولطالما غشيَ الوغى بثلاثة ٍ … في ظهرِ منسوبٍ يطيرُ بأربعِ

بأصمَّ معتدلٍ وأبيضَ صارمٍ … وجنانُ مضَّاء العزيم مشيَّعِ

كم موقفٍ ضنكٍ فلولا صبرُه … فيه لوقع البيضِ لم يتوسَّعِ

من معشرٍ شرعوا السَّماح وأرشدوا … فيه العُفاة َ إلى طريقٍ مَهيَعِ

فبلغتُ من نعماه مالا ينتهي … أملي ولم يطمحْ إليهِ مطمعي

… وصروفَ دهري أن تطوفَ بمربعي

متبرعٌ بالجودِ قبلَ سؤاله … والجودُ جود الباديء المُتبرّعِ

فغدوتُ أنشد جوده متمثلاً … ونوالهُ مثلَ السُّيولِ الدُّفعِ

ولقد دعوتُ ندى الكرام فلم يجب … فلأشكرنَّ ندى ً أجابَ وما دعى “