لو تجلى عن ناظريك الغبار – عبدالغني النابلسي

لو تجلى عن ناظريك الغبار … لرأيت الكؤوس كيف تدار

ولبانت نار لديك كما بانت لموسى من جانب الطور نار … …

ولزالت رسوم ذاتك فيمن … لم يزل وانمحت به الآثار

وتبدت فريدة الحسن تجلى … زائلات عن وجهها الأستار

ورأيت الهدى وأرشدك الدف … وصوت الغناء والمزمار

لكن القلب منك في غفلات … وعلى وجهك الكثيف خمار

ويقينا إن التكاثر ألهاك … وعزت بوهمك الأغيار

فاجتهد واقصد الحقيقة واطلب … ولتكن فيك همة واصطبار

وتذلل بباب ديرك واخضع … فعسى أن يريدك الخمار

إنما أنت عند نفسك وهم … ظهرت منك هذه الأطوار

والذي أنت فيه محض غرور … وهو في مذهب الحقيقة عار

عدم في الوجود يبدو ويخفى … ماله في الحقيقتين قرار