لولا ضني جسدي والمدمع الجاري – الهبل

لولا ضني جسدي والمدمع الجاري … ما كنت أظهر للواشين أسراري

يا هاجرين بلا ذنب ولا سبب … عطفا ولو بخيال في الدجى ساري

لا تمنعوا طيفكم من أن يمر بنا … فما على عبرات الطيف من عار

سلوا اللواحظ هل عند القلوب لها … ثار فهن يردن الأخذ بالثار

وما لها تسلب الألباب إن نظرت … كأن في كل لحظ بيت خمار

مالي وللغيد ما زالت لواحظها … تسطو بكل رقيق الحد بتار

وبي مهفهفة ما دار ناظرها … إلا واصمي فؤاد البيهس الضاري

يا نائما عن سهادي لا بليت بما … أبليت قلبي من شوق وتذكار

عرج على أربع للصبر قد درست … وقف على دمن منها وآثار

ويا عذولي ترفق لا تلم كلفا … يهيم ما بين أنجاد وأغوار

عار علي سلوي عن هواي وما … عليك في ترك عذل الصب من عار

لقد تزينت فيها بالغرام كما … تزينت بعماد الدين أشعاري

أجل آل رسول الله أعلمهم … منزه العرض عن حوب وآصار

أبو علي عظيم الشان من ظهرت … له براهين فضل ذات أنوار

جم المكارم أعلى الناس مرتبة … مسدد الرأي في ورد وإصدار

بحر غدا عيبة للعلم واعية … فريدة في علوم العترة الواري

حوى من العلم ما لم يحوه أحد … من الخلائق من بدو وحضار

أوتي من السنة البيضاء ما عجزت … عنه نحارير رهبان وأحبار

يا جاهلا دع محالا لا ينال فلم … يظفر بنيل المعالي غير صبار

أعداؤه نطقت حساده اعترفت … بفضله لم يسعهم نهج إنكار

وكيف لا وهو في التحقيق معجزة … ونعمة للبرايا ذات مقدار

أضحت به روضة الأيمان يانعة … مخضرة ذات أزهار وأثمار

ودين آل رسول الله متضحا … أزاحه عن مزلات وأخطار

لا سيما نهج من جاءت مبشرة … به صحيحات أخبار وآثار

حبيب طه أمير المؤمنين أبي الحسين أفضل داع صفوة الباري … …

ما زال يدأب في تبيين منهجه … مرغبا فيه في جهر وإسرار

مثابرا كل حين ليس يصرفه … عن هديه عذل جهال وأغمار

وافي إلى سرح صنعا بعد أن ظمئت إليه شوقا وصارت ذات إعصار … …

فأصبحت في برود الفخر تائهة … حتى غدت كرياض ذات أزهار

ولم تزل أبدا من زهوها طربا … به تقول بترداد وتكرار

يا نعمة الله حلي في منازلنا … وجاورينا رعاك الله من جار

وكيف لا تفضل الأقطار قاطبة … وقد حوت بحر علم نجل أطهار

يهنيك أرض أزال إذ حويت جليل القدر من طاب في خبر وأخبار … …

أعظم به من قدوم قد هزمت به … عن قلب كل محب جيش أكدار

بشيره لو بغى جعلا نكافئه … به سمحنا بأسماع وأبصار

قرت به أعين الأحباب وانهزمت … عنهم كتائب أحزان وأفكار

وظل كل عدو مذ غدوت بها … من غمه يتشكى ضيق أقطار

تاب الزمان وأضحى الدهر معتذرا مما جناه على عمد وإصرار … …

أنلتني ما اقترحت الآن يا زمني … من بعد أن قلمت بالبين أظفاري

لقد خفضت جناح الذل لي أدبا … وقد قضيت لبانتي وأوطاري

وعدت عطفا على ذي مقلة أرقت … وطالما بعت يساري بأعساري

فالحمد لله شكرا لا نفاد له … إذ من فضلا بغيث منه مدرار

بمن غدا حرما به أمنت وكعبة بغشيانها خففت أوزاري … …

لا زال يروي علوم الآل مغترفا … من بحر علم بعيد القعر زخار

أكرم به من همام ماجد علم … من فتية قادة للناس أخيار

سادوا الخلائق من عرب ومن عجم … فهم مصابيح علم تهدي الساري

لهم من الله تشريفا وتزكية … في محكم الذكر آي ذات أسرار

كآية الود والتطهير والنبأ العظيم حقا فما مقدار أفكاري … …

وهل أتى قد أتت فيهم مبينة … لفضلهم فهي تحكي نور أقمار

صلى الآله عليهم بعد جدهم … من معشر طاهري الأثواب أبرار