لهفي على غادة ٍ إذا أسفرت – ابن نباتة المصري
لهفي على غادة ٍ إذا أسفرت … غارت وجوهُ الشموس واستترت
لها من السمر قامة ٌ خطرت … كم قتلت عاشقاً وكم أسرت
إذا دعت للنهوض ميلها عطفاً … كان سحر الجفون حملها ضعفا
في خدها شامة ٌ معنبرة ٌ … يا نعمة ٌ بالشقيق مزهرة ٌ
وكم لها في الشفاه جوهرة ٌ … تحفُّها ريقة ٌ معطرة ٌ
من رام بالشهد أن يمثلها رشفا … فإنما رامَ أن يعسلها وصفا
تحكمُ في الناس عنسهُ وردا … حكم ابن أيوبَ في سطاً وندا
بينَ عفاة ٍ لهُ وبين عدا … ما يدٌ سميّت لديه يدا
وهيَ غمامٌ لمن تأملها وطفا … سبحان من للعباد أرسلها لطفا
مؤيدٌ في ملا مراتبهِ … يتضح الملك في مناقبهِ
اذا طوى الأرض في كتائبهِ … ثمَّ سقاها حيا مواهبهِ
أنبتَ أزهارها ودللها قطفا … من بعد ما كاد أن يزلزلها خسفا
وغادة ٍ حاد سحر مقلتها … وراق للناس روض طلعتها
جنيتُ نارَ الأسى بجنتها … وصحتُ من صبوتي بوجنتها
وجنة وردٍ تشكو النفوسُ لها لهفا … بياضُ من شمّلها وقبلها ألفا