للحُريثيِّ أبي بكرٍ غَبَبْ – ابن الرومي
للحُريثيِّ أبي بكرٍ غَبَبْ … وله قَرنانِ أيضاً وذَنَبْ
فإذا ما قال إنا عَجمٌ … قال قرناه جميعاً قد كَذَبْ
وإذا ما قال إنا عربٌ … دفعتْ ذاك ولم ترضَ العربْ
وإذا ما قال إني شاعرٌ … قيل حُذْ كلَّ شقيٍّ بالطَّرَبْ
ما ترى لابن حُريثٍ حَسباً … أتُراهُ جاء من بَيْض التُّربْ
كَتَمَتْهُ أمُّهُ آباءَهُ … فلهذا أنكر القومُ النسبْ
ليتها أَنبتْهُ عن آبائه … فلقد صُوِّر في خَلقٍ عجبْ
لك وجهٌ محكمٌ صنعتُهُ … ما تَرى عُقِّب إلا بعَقبْ
جُثَّة ُ الكَشْخانِ تُنْبي أنها … جُمِعتْ نطفتُها من ألفِ أبْ
كلُّ يومٍ لك فيهِ نسبٌ … زادك الرحمنُ في هذا التعبْ
أنت ما تنفكُّ في تصحيحهِ … من عناءٍ واشتغالٍ ونصَبْ
لستَ من نطفة ِ فحلٍ واحدٍ … أنت من كلّ قريبٍ وجُنُبْ
عاب أشعاري وفي منزله … كلُّ عيبٍ ومخازٍ ورِيَبْ
لم تَضِخ قطُّ له نسبتُهُ … كيف والأعراقُ فيه لم تَطِبْ
أنا لا أشتُم إلاَّ أمَّهُ … فليزدني غضباً فوق غضبْ
وليقُلْ ما شاء في شتمي له … إن طبعي شيمة ٌ لا مُكتَسبْ
ما لمن يُغمَزُ في أنسابه … ولِعيبِ الشعرِ من أهل الأدبْ
إنْ يكُنْ يطلبُ شتمي أمَّهُ … فلقد نال الذي مني طلبْ
أو يكن بابن عِياضٍ فاخراً … فلعمري فيه فخرٌ وحَسَبْ
ما ترى فيه لهُ من مَغْمزٍ … لا وأنسابِ حُريثٍ في النَسَبْ
إنما ناك قديماً أختَهُ … ففَخارُ الوغدِ من هذا السَبَبْ
كم لها من كربة ٍ فرَّجها … بالعياضيّ إذا الأمرُ كَرَبْ
كلُكُمْ آلَ حُريثٍ عُرَّة ٌ … لعن اللَّه حريثاً وكَتَبْ