لقد بشر الإقبال يوم ولاده – الهبل
لقد بشر الإقبال يوم ولاده … بأشرف مولد لأسعد مولد
وقد زينت الأيام منه بسيد … تقرضه المداح في كل مشهد
وأروع يمضي فعله قبل قوله … إذا جاد لا يصغي لرأي مفند
به كل بدر زاهر الأوج يهتدي … وكل خضم زاخر الموج يقتدي
تمثله الأبطال في كل معرك … وتدعو له النساك في كل مسجد
يعانق قد الرمح في الحرب أسمرا … ويصبو إلى خد الحسام المورد
ويغني عن البيض الصوارم والقنا … بأبيض من آرائه غير مغمد
ولا ينتهي جدوى يديه لغاية … ومهما انتهى من غاية فيه يبتدي
لأعطى إلى أن مل سائله العطا … وكاد يقول المستميح له قد
وأغنى الورى طرا فأصبح سيدا … لكل مسود منهم ومسود
ورام الحيا يحكيه قلت له اتئد … أترمي إلى شأو من المجد أبعد
فبينكما في الجود أي تفاوت … فأقصر عن السير السريع وأقصد
فأنت تروي هذه دون هذه … وهذا يروي ساحة الأرض عن يد
وتفقد أحيانا على حين حاجة … ولم يخل أحوال الورىن تفقد
وأنت بإخلاف المواعيد في الورى … عرفت ولم يعرف بإخلاف موعد
ويطلق كفيه وأنت مقيد … وما مطلق في فعله كمقيد
ونارك شر وهو إن جئت ناره … تجد خير نار عندها خير موقد
ومن عنه تروي الجود قل لي فإنه … إذا جاد يروي عن أبيه محمد
فصل وسلم خلف سابق جوده … وقبل ثرى أرض بها حل واسجد
فسلم لما استوضح الأمر وانثنى … بأدمع محزون وأنفاس مكمد
ومن كأمير المؤمنين لمفخر … أصيل ومعروف جزيل وسؤدد
ومن كأمير المؤمنين لعزمة … يحوط بها الإسلام عن كل ملحد
إليك عقيد المكرمات قصيدة … كمنتظم العقد الفريد المنضد
ألذ مذاقا من جنى النحل ذوقها … وأطرب من رجع الهزار المغرد
أتتك على بعد الديار وإنما … إليك بأنوار الخلافة تهتدي
أما والعلى إن القصائد أسهم … متى ترم أغراض المقاصد تقصد
وأنت لعمر الله أولى بعقدها … وأحرى به من كل جيد مقلد
فإنك لي ركني الأشد وعدتي … وكعبة آمالي وقبله مقصدي
وأنت الذي يهدي لك المدح والثنا … ولولاك لم يحفل به كل منشد
تهن بهذا العيد لا زال عائدا … عليك بإقبال وعز مؤبد ولازالت الأفواه من كل ناظم تهنيك بالمجد الرفيع المشيد
وسمعا أمير المؤمنين فإنني … دعوتك للطرف القريح المسهد
تنمر لي دهري فكن أنت ناصري … وأسلمني حظي فكن أنت منجدي
فإن أنت لم تقمع زماني يعتدي … وإن لم تنبه طرف حظي يرقد
وإن بعدت عن رأي عينك فاقتي … فإن افتقاري من نداك بمشهد
وأشكوك دينا أثقل الظهر حمله … فحالي إذا حال الطريد المشرد
وقد ضمنت عنك الأماني قضاءه … فأنجز مواعيد الأماني وأنجد
ودم وابق في عز منيع ومقعد … رفيع وإفضال تروح وتغتدي
وصلى عليك الله بعد محمد … نبي الهدى المختار والآل عن يد