لعمري لقد سلت حنيفة سلة – الفرزدق

لَعَمْرِي لَقَدْ سَلّتْ حَنيفَةُ سَلّةً … سُيُوفاً أبَتْ يَوْمَ الوَغَى أنْ تُعَيَّرَا

سُيُوفاً بهَا كَانَتْ حَنِيفَةُ تَبْتَني … مَكَارِمَ أيّامٍ تُشِيبُ الحَزَوْرَا

بِهنّ لَقُوا بالعَرْضِ أصْحَابَ خالِدٍ … ولَوْ كانَ غَيرَ الحقّ لاقوا لأُنْكِرَا

أرَيْنَ الحَرُورِيّينَ يَوْمَ لَقِيتَهُمْ … ببُرْقَانَ يَوْماً يَقلِبُ الجَوْنَ أشقَرَا

فأبْدَتْ ببُرْقَانَ السّيُوفُ وَبالقَنَا … مِنَ النُّصْحِ للإسلامِ ما كانَ مُضْمَرَا

جَعَلْنَ لمَسعُودٍ وَزَيْنَبَ أُخْتِهِ … رِداءً وَجِلْباباً مِنَ المَوْتِ أحْمَرَا

فَما شِيمَ مِنْ سَيْفٍ بقائمِ نَصْلِهِ … يَدٌ مِنْ لُجَيمٍ أوْ يُفَلَّ وَيُكسرَا

هُمُ نَزلُوا دار الحِفَاظِ حَفِيظةً، … وَهُمْ يَمنَعونَ التّمرَ ممّنْ تمَضّرَا

فَلوْلا رِجالٌ مِنْ حَنيفَةَ جَالَدُوا … بِبُرْقَانَ أمسَى كاهلُ الدِّينِ أزْوَرَا

فِدىً لَهُمُ حَيّا نِزَارٍ كِلاهُمَا، … إذا المَوْتُ بالمَوْتِ ارْتَدى وَتَأزْرَا

لَيَالي لُجَيْمٌ بِالذَّرَاةِ، وَأيَّنَا … يُلاقُوا يَكونُوا في الوقائعِ أذْكَرَا