لئنْ سقَتكَ اللّيالي مَرّةً ضَرَباً، – أبوالعلاء المعري
لئنْ سقَتكَ اللّيالي مَرّةً ضَرَباً، … فكم سقَتكَ على مرّ الزّمانِ مَقِرْ
إنّ المشَقَّرَ لم تُخلِد ممالكَهُ، … شُقرٌ تقادُ، ولا مسحوبةٌ كشَقِرْ
وإنّما هذه الدّنيا لَنا تلفٌ، … إذا الفَقيرُ تصدّى لليَسارِ فَقِرْ
فأذْرِ دمعَك، إنْ جُهّالُها ابتَسَموا … من جَهلِهم، وإذا خفّ الأنامُ فقِر
واهْربْ من النّاس، ما في قربهم شرَفٌ؛ … إنّ الفَنيقَ إذا دانَى الأنيسَ عُقِر
والصّقُر يَلبَسُ، إن طال المدى، هرَماً، … حتى إذا مرّ بينَ الهاتِفاتِ تَفِر
لو عاشَتِ الشمسُ فينا أُلبِستْ ظُلَماً، … أو حاوَلَ البَدْرُ منّا حاجةً لحَقِر
ولدْتِ يا أُمُّ طفلاً شبّ في عنَتٍ، … فليتَ كشْحَكِ، عن ذاك الجنين، بُقِرْ
لتَستريحا، فكم عانَى أذى قَرَسٍ، … عندَ الشّتاءِ، ولاقَى وَغرَةً، فصُقِر
فلا تُقِرّ بمَجدٍ لامرىءٍ أبداً، … إنْ كنتَ، باللَّهِ ربّ النيّراتِ، تُقِرّ