لإسماعيل تجديد الثناء – أحمد فارس الشدياق

لإسماعيل تجديد الثناء … كما ليديه تجديد العطاء

مليك لم يزل يرقى علاء … يقصر عنه مدح أبي العلاء

فما كدنا لنحسن فيه قولا … وخلنا دونه نجم السماء

ولكن حلم مولانا لراج … كعظم مهابة منه لراء

هنيئاً للبلاد يحل فيها … ولو يوما فتنعم بالهناء

اذا شرفت بمرآه حماها … على الايام من جهد البلاء

فما يزكو بها الا زكاء … ولا ينمى لها غير النماء

تزين الدين والدنيا حلاه … كما بعلاه احلاء الثناء

يلذ له غناء الناس طرا … ولذة من سواه في الغناء

بصير بالعواقب ليس منها … قبالة رايه ادنى خفاء

فما يقصر ينل فالله هاد … له ومثيبه خير الجزاء

ووفقه لكل عظيم امر … فانجزه بجد واعتناء

فتمم كل ما قدما نواه … ابوه وجده دون امتراء

فعم الناس كلهم امان … وعدل سابغين على السواء

ورب عزيمة في الخطب امضى … من السيف المصمم ذي المضاء

ملوك الارض تكرمه احتراما … وتطمع منه في صلة اللقاء

وتعظم ما قضى في ارض مصر … من السعي المسدد والحباء

فاي الناس ينكص عن ثناء … عليه في الصباح وفي المساء

وايهم يرى في العمر فرضا … احق عليه من فرض الدعاء

اذا لم يوفق مدحته لسان … قضاها القلب عنه على وفاء

ومن قصد البلاغة في القوافي … ترنم باسمه في الابتداء

وكل اسم يذكرنيه شوقا … فانسى كل معنى وطاى

ومن ارواه ورد من معين … فما اغناه عن حمأ الدلاء

الا انا باسماعيل نغنى … عن الكرماء من دان وناء

وانا ان توخينا سواه … بخسنا الشعر بخس الاغبياء

اذا قتل الرجاء مطال قوم … فناد نداه يا محبي الرجاء

فغايتنا من الدنيا واقصى … حظانا ان يمتع بالبقاء

قرير العين بالانجال دوما … مطاع الامر مقصود الفناء