كم يُعَزّ المُفَضَّلُ المبخوتُ – ابن الرومي

كم يُعَزّ المُفَضَّلُ المبخوتُ … ويُبَزُّ المحبَّب المنعوتُ

أعتبَ اللَّه بعد بلوى تشكَّى … جَهْدَها الناسُ والصخورُ الصُّموتُ

أفَيومين خِلْتَ عُتباهُ تبقى … ثم يُضحي وحبلُه مَبْتُوتُ

حاشا للَّه أن يُقصِّر بالعُتْ … بَى فيُلفى زمانُها وهو قوتُ

أنْشَرَ اللَّهُ دولة َ ابن سليما … ن فأيْقِن بأنها لا تموتُ

ليس بعد النشورِ موت فكبتاً … للأعادي فكلهم مكبوتُ

فألُ يُمنٍ أتاحه اللَّه عمداً … للسانٍ بيانُهُ منعوتُ

شاهدٌ أن نعمة َ الله فيكم … آلَ وهبٍ ما حالف اليمَّ حوتُ

كم عدوٍّ لهم غدا وهو مغمُو … رٌ بنعماءَ منهمُ لا مَقُوتُ

لو صحا ودَّ أن عمركُم المم … دود فيه وعُمرَهُ المسْحوتُ

كادكم معشروأوهنُ بيت … ما بنَتْه من غزلها العنكبوتُ

ولكم أَنْعُمٌ عليهم ولكنْ … قَلَّ ما يقبلُ الغُروسَ المُرُوتُ

أثمَروا شكلهم وهل يُثمر الخَرْ … رُوبَ إلا شبيهُهُ اليَنبوتُ

شَنِئَتْهم حُثالة ٌ من أناس … أيقنوا أن مُخَّهم منكوتُ

فهجَوْكم بأنكم منذ قُمتم … أثِّلَ الملك واقتنَى السُّبْروتُ

صدق القوم أنتُم قُطُب الدو … لة ما عاقبتْ سُبوتا سبوتُ

عيبُكم أنكم أناسٌ كرامٌ … كلُّ شرٍّ بفضلكم مغتوتُ

لكمُ مطلبٌ يفوت ذوي الفَضْ … ل وفضْلُ مطلوبه لا يفوتُ

لم تزالوا يقومُ بالشكر عنكم … ما فعلتم والجاحدون سُكوتُ

عندكم نائلٌ مخلى على العُس … ر وبأسٌ عمن هفا مكفوتُ

حين لا جودُكم يجورُ عن القصْ … دِ ولا وجهُ عزمكم ملفوتُ

فلتدُمْ نعمة ُ الإله عليكم … ما أقامت ودامتِ الملكوتُ

وفداكُمْ من شانَ مِنَّتَه المنْ … نُ وأَزرتْ بعزِّهِ الجبروتُ

حسبُنا حسبُنا بكم ربُّنا اللَّ … ه أَبَينا أن يُعبدَ الطاغوتُ

غيرُكم يا مَثابة َ المُلك من يَنْ … أى به يومَ نوبة ٍ مشموتُ

وفداءٌ لما بنته مساعيْ … كُم من المجد ما بَنَتْهُ النَّحوتُ

ووقاءٌ لما عليكم من الأح … ساب والسِّتر ما حَوته التخوتُ

إنما يطلبُ الترفُّعَ بالبِزْ … زة ِ والثروة ِ الرجالُ التُّحوتُ

هل يَسُرّ الكريمَ أنَّ كِساهُ … كَمُنَاهُ وعِرضُه مَهْرُوتُ

إن يحارِبْكُمُ من الأرض خطبٌ … فله في السماء قِرنٌ ثَبوتُ

لو رأى الدهرُ جَدَّكم في تَعَالي … ه لأضحى كأنه مبهوتُ

آل وهب ما رَوْعكُم أن نُهيتم … كم نُهيتم والنائراتُ خُفوتُ

كم رأينا إنهابَكُم ما ملكْتُم … في العطايا إلا بقايا تَقُوتُ

جُودُ أيديكُم أحدُّ من النهْ … ب وأمضى إن فكَّر المبهوتُ

فاصبروا إن جَدَّكم طالبُ الثأ … ر وهل جَدكم بثأر يفوتُ

لن يضرَّ الأصولَ وهي رواس … ورقٌ من فروعها محتوتُ

حُسُن رأي الأمير كنزٌ لكم با … قٍ وعرنينُ من بَغَى مَسْلوتُ

عزُّكم في نصابه آل وهبٍ … والروابي محلُّكم لا الخبُوتُ

لم يَجُع ضيفُكم ولا الجار مَزْؤو … دٌ له في جواركم مَبْهوتُ

ولقد أشعرَ الجُناة عليكم … حَذَر الطير والعُقابُ تَخُوتُ

وكفاكُم بذاك زادكُم اللَّ … هُ علواً وضدُّكُم مَذْعوتُ

آل وهبٍ لقد علمتُ يقيناً … أن شعري بمجدكم مَنْخوتُ

إن أكن قد أجدتُ تحت قريضٍ … فيكُم جادَ ذلك المنحوتُ

ليَ نظمُ الثناء فيكم ولكن … لكُم الدرُّ منه والياقوتُ

من معانيكُم نظمتُ مديحي … ومعاني النُّعوتِ ثم النعوتُ

هل مِلاكُ النعوتِ إلا المعاني … أو قِوامُ الأبيات إلا البيوتُ

ما إخالُ المديح يوجب حقاً … لي عليكم كما يرى المسبوتُ

ليس للمادحين حق عليكم … بل على اللَّه إذ ثَناكم قُنوتُ

ثم إني أقولُ قولة صادٍ … غاب عنه المُروَّقُ البَيُّوتُ

لهف نفسي أَلاَّ يُعيرني النجْ … دة َ من قبل موته طالوتُ

فيرى اللَّه كلَّ باغٍ عليكم … وهو مني بحتفه مبغوتُ

لو أطقتُ القتال عنكم لقاتل … تُ ولو أنَّ قِرني التابوتُ

دونكم مستقيمة َ السمتِ فيكم … حين تَعوجُّ بالكلام السُّموتُ

شُكْرَ عُرفٍ يجري بكم غير موقوْ … تٍ فَداكُمُ من عُرفهُ موقوتُ

من أكفٍّ بيضٍ غدتْ وهي مشفو … عٌ لدينا بجودها ممتوتُ

هاكُموها تروق مُستجمَع الْ … قوم بسحرٍ لم يُؤْتَه هاروتُ

صاغها صائغٌ من الجن لا الإنْ … س يروغ بِكرَ الكلام نَكوتُ

حُوَّلٌ قُلَّب لو انْغَلَّ يوماً … في خُروتٍ لأزْلَقته الخُروتُ

لم يَضِرهُ أن لم يكن عربياً … دارهُ قِرْقَرى أو المَرُّوتِ

طابَ منها نسيمُها آل وَهب … فهو مِسكٌ في عنبر مفتوتُ

وذَكا نَشرُها فقال أناسٌ … صبَّحتنا بخمرها بيروتُ