كم أنفقُ الأيامَ في خدمة ٍ – سبط ابن التعاويذي

كم أنفقُ الأيامَ في خدمة ٍ … أَحْرَزْتُ فِيهَا صَفْقَة َ کلْمُخْسِرِ

وَلَيْلُ حَظِّي مَا کنْجَلَى صُبْحُهُ … وَغَرْسُ مَدْحِي بَعْدُ لَمْ يُثْمِرِ

في كلِّ يومٍ سَفَرٌ راتبٌ … إلَى مَكَانٍ شَاسِعٍ مُقْفِرِ

كأنّني من حَرِّهِ واضِعٌ … أخمَصَ رِجْلَيَّ على مِجْمَرِ

يُثْبَرُ بِکلْمَشْيِ كِعَابِي فَمَا … أَوقَعَ ما سُمِّيَ بالمَثْبِرِ

عقدْتُ مُذْ حَلَّتْ حُمولي بهِ … على احتمالٍ للأذى خِنْصِري

لَوْ حَلَّهُ ذِئْبُ کلْفَلاَ مَوْهِناً … ذَاقَ کلرَّدَى وَکلصُّبْحُ لَمْ يُسْفِرِ

هذَا وَكَمْ فِيهِ حَوَالِيَّ مِنْ … إبْطٍ مُصِنٍّ وفَمٍ أَبْخَرِ

وليسَ شَكْوايَ سِوى أنّني … أنظُمُ دُرّاً ما لهُ مُشتَري

وَأَنَّنِي أَرْجُو نَدَى مَعْشَرٍ … أَخْسِسْ بهمْ في الناسِ من مَعشَرِ

سُدًى إذَا أَجْرَمْتُ لَمْ يَقْبَلُوا … عُذري وإنْ أحسنتُ لم أُشكَرِ

لاَ يَتَوَاصَوْنَ بِأَمْرٍ بِمَعْـ … ـرُوفٍ وَلاَ يَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَر

أيُّ دمٍ ما طاحَ في أرضِهمْ … وَذِمَّة ٍ لِلَّهِ لَمْ تُخْفَرِ

يُعْجِبُهُمْ مِنِّي إذَا جِئْتُهُمْ … مَا يُعْجِبُ کلأَكْرَادَ مِنْ جَعْفَرِ

كَأَنَّنِي أُنْقَلُ مَا بَيْنَهُمْ … من ملَكِ الموتِ إلى مُنكَرِ