قَدْ فَنِيَتْ فِي هَوَاكُمُ عُدَدِي – سبط ابن التعاويذي

قَدْ فَنِيَتْ فِي هَوَاكُمُ عُدَدِي … عنِ اصْطِباري وخانَني جلَدي

وأنكرَتْ عينيَ الرُّقادَ فما … تَعْرِفُ غَيْرَ کلدُّمُوعِ وَکلسَّهَدِ

يا جامعَ الهَجرِ والفِراقِ معاً … عَلَى مُحِبٍّ بِکلشَّوْقِ مُنْفَرِدِ

لا تلْقَ بعدي على جَفائكَ ما … لَقِيتُهُ مِنْ ضَنى ً وَمِنْ كَمَدِ

أغْراكَ بالفتكِ أنَّ من شرَعَ الغرامَ لم يقْضِ فيهِ بالقَوَدِ … أَنَّ مَنْ شَرَعَ کلْـ

وَأَنَّنِي فِي هَوَاكَ مُعْتَرِفٌ … بأَنَّ عَيْنِي الَّتي جَنَتْ وَيَدِي

أقامَ لي خدُّكَ الدليلَ بما … ضَرَّمَهُ مِنْ جَوى ً عَلَى كَبِدِي

إنَّ مرايا الإحراقِ تُحرقُ ما … قابلَهُ نورُها من البُعُدِ

أَمَا وَطَرْفٍ يُصْمَى کلْخَلِيُّ بِهِ … سِهَامُهُ لِلْقُلُوبِ بِکلرَّصَدِ

وعارِضٍ مُذْ علقْتُهُ عرَضاً … عرضْتُ قلبي للهمِّ والكمَدِ

لَوْ لَمْ يَكُنْ مُؤذِناً بِحَرْبِي مَا … قَابَلَنِي وَهْوَ لاَبِسُ کلزَّرَدِ

والثغرِ كاللؤلؤِ النَّظيمِ وإنْ … غادرَ دمعي كاللؤلؤِ البَدَدِ

رَشَفْتُ مِنْهُ فَأَيُّ حَرِّ جَوًى … أعقَبَني رشفُ ذلكَ البرَدِ

إنّكَ مع قوّة ٍ عُرفْتَ بها … أَكْثَرُ ثَبْتاً مِنِّي عَلَى جَسَدِي