قل لمن قال عن ذوي العرفان – عبدالغني النابلسي
قل لمن قال عن ذوي العرفان … ورجال التحقيق والإيمان
طاعنا في اعتقادهم أوهاما … وخيالا جميع ذي الأكوان
مثل أهل الضلال ذا منك جهل … بنصوص الحديث والقرآن
إن أهل الضلال ليسوا بشيء … حاضر عندهم ذوي إذعان
لينا لوا ثبوت ما غاب عنهم … بل همو بالجميع في كفران
أين منهم أهل التحقق بالله … وأهل الكمال والعرفان
ونجوم الهدى لكل جهول … ورجوم لعصبة الشيطان
وإذا الشمس أشرقت لا تراها … دائم الدهر أعين العميان
إنما الله عندنا هو حق … لا سواه والكل في بطلان
واستمع أينما تولوا فثم ال … وجه والوجه ذاته يا معاني
لا تقل أينما تفيد مكانا … وعليه استحال كل مكان
إنما تلك باعتبارك إذ أن … ت مع الكل في الفنا سيان
ما عدا الوجه فهو لا شك حق … والسوى فيه باطل باقتران
وكذا قول ربنا كل شيء … هالك كل من عليها فاني
وحديث النبي ألا كل شيء … ما خلا الله باطل منك داني
ولهذا بربهم قام قومي … عابديه على تقى وعيان
جملة العارفين في كل وقت … حسنات الدهور والأزمان
أيها المنكر الذي ليس يدري … ما الذي فيه من غرور يعاني
قد أضاع الزمان بالقيل والقا … ل وفرط الضلال والصغيان
يحسب النفس منه تخلق شيئا … فهو منها يبيت أسر الأماني
كل ما أنت فيه مع من يحاكي … ك به في اللسان أو في الجنان
عندكم ربكم خيال ووهم … وهو شيء في عقلكم ذو معاني
وجميع الأكوان حق وصدق … عندكم بالعيان والبرهان
لو عقلتم تعاكس الأمر فيكم … وانجلى يا مظاهر الخذلان
لكن البغي والتنكر منكم … أوصلاكم فينا إلى الحرمان
ولهذا ملتم على ما سوى الله … سكارى كميلة الهيمان
وعميتم بحبكم كل شيء … وصممتم عن الهدى والبيان
وافتتنتم بما سوى الله جهرا … واشتغلتم بلذة الحيوان
حيث أشقت نفوسكم شهوات … عن حصول السعادة المتداني
فقفوا عند حدّكم لاتغطوا … خبثكم بالفجور والبهتان
ههنا غابة بها أسد حرب … مشرعات رماحهم للطعان