قطعان ورعاة – أحمد مطر

يتهادى في مراعيه القطيع

خلفه راعٍ وفي أعقابه كلبٌ مطيع

مشهد يغفو بعيني ويصحو في فؤادي

هل أسميه بلادي ؟

أبلادي هكذا ؟

ذاك تشبيه فظيع

ألف لا

يأبى ضميري أن أساوي عامداً

بين وضيعٍ ورفيع

ها هنا الأبواب أبواب السماوات

هنا الأسوار أعشاب الربيع

وهنا يدرج راعٍ رائعٌ في يده نايٌ

وفي أعماقه لحنٌ بديع

وهنا كلبٌ وديع

يطرد الذئب عن الشاة

ويحدو حَمَلاً كاد يضيع

وهنا الأغنام تثغو دون خوف

وهنا الآفاق ميراث الجميع

أبلادي هكذا ؟

كلاّ فراعيها مريع

ومراعيها نجيع

ولها سور وحول السور سور

حوله سورٌ منيع

وكلاب الصيد فيها تعقر الهمس

وتستجوب أحلام الرضيع

وقطيع الناس يرجو لو غدا يوماً خرافا

إنما لا يستطيع