قدم لنفسك في الحياة تزوداً – علي بن أبي طالب
قدم لنفسك في الحياة تزوداً … فلقد تفارقها وأنت مودع
وَاهْتَّمَّ لِلسَّفرِ القَرِيْبِ فإِنَّهُ … انآى من السفر البعيد واشسع
واجعل تزودك المخافة والتقى … وكأن حتفك من مسائك أسرع
وَاقْنَعْ بِقُوتِكَ ، فالقَنَاعُ هو الغِنَى … والفَقْرُ مَقْرُوْنٌ بِمَنْ لا يَقْنَعُ
واحْذَرْ مُصَاحَبَة َ اللِّئَامِ فإِنَّهُمْ … مَنَعُوكَ صَفْوَ وِدَادِهِمْ وَتَصَنَّعُوا
لا تُفْشِ سِرّا ما اسْتَطَعْتَ إلى امرىء ٍ … يفشي إليك سرائراً سيتودعُ
فكما تراه بسرِّ غيركَ صانعاً … فكذا بِسِرِّك لاَ مَحَالَة َ يَصْنَعُ
فالصمت يحسنُ كل ظن بالفتى … ولعله خرقٌ سفيهٌ أرقعُ
وَدَعِ المُزَاحَ فَرُبَّ لفظة ِ مازحٍ … جَلَبَتْ إليكَ مساوئا لا تُدْفعُ
وحِفَاظُ جارِك لا تُضِعْه فإِنَّه … لاَ يَبْلُغُ الشَّرفَ الجَسِيْمَ مُضَيِّعُ
لاَ يَبْلُغُ الشَّرفَ … الجَسِيْمَ مُضَيِّعُ
وإذا ائتمنت على السرائر فاخفها … واستر عيوب أخيك حين تطلع
لا تجزعنَّ من الحوادث إنما … خرقُ الرجال على الحوادث يجزعُ
وأطع أباك بكل ما أوصى به … إنَّ المطيع أباه لا يتضعضعُ