في معبد – إبراهيم ناجي

دنا الموعدُ والغرفـ … ـةِ وكر للمواعيدِ

وجاءت ربّة الحسن … كمزمور لداوودِ

فرفّ البشرُ في الصمت الـ … ـذي خيم في الغرفهْ

وثارت حيرتي الهوجاء … بين الفجر والعفهْ

وثارت . . . آه من ثورة … هذي اللهفة الحيرَى

هنا الحسن الذي يدعوك … في بسماته السكرى

وهذا الجسم يا ظمآن … في دارك كم يغري

أطهراً تدعي اليوم؟ … فماذا نلت من طهرِ؟

هنا الحلم الذي أبصرتَ … في غفوة حرمانكْ

هنا الكأسُ التي تزري … بما جمّعت في حانكْ

هنا اللهبُ الذي جُسّد … في نهدٍ وفي ساقِ

على مذبحه المعبودِ … قدم طهركَ الباقي

نداءٌ بين عينيك … كهذا الليلِ مجهولُ

يجاوبه حنينٌ ثار … في قلبيَ مخبولُ

فقلت الليل يا من كنت … عند الليل قربانا

لنغرقْ في دخان الجسمِ … أشجاناً وحرمانا

فنام الضوء خجلانا … على مصباح نشوانِ

قريرا لا تنبهه … سوى أنات تحنان

وكان الليل مرتميا … على النافذة الوسنَى

تلصّصَ خلسةً يرنو … إلى معبدنا الأسنى

فشاع السرُّ بين الليل … والأنجم والزهرِ

وإذ بالفجر بساما … إلى إلفين في خدرِ