غير مستنكر من الأيام – الهبل
غير مستنكر من الأيام … ما أرى من إهانتي وأهتضامي
هكذا لم تزل تحط الكرام الصيد عن رتبة الخساس اللئام … …
أخرتني على نباهة قدري … عن أناس عن المعالي نيام
وتحملت في الحداثة من أحداثها ما يهد ركني شمام … …
غير أني حملت نفسا أرتني … لقنوعي أن الزمان غلامي
ألفت نفسي القناعة حتى … ليس يدري غناي من إعدامي
لست أرجو من الأنام نوالا … إنني في غنى برب الأنام
كيف ترضى بأن ترى باذلا ماء محياك في يسير حطام … …
ليس فقر الكريم ينقص شيئا … من فخار الأخوال والأعمام
أيها السائلون عني مهلا … أنا من نبعة المليك الهمام
أسعد الكامل الذي كان في الشرق وفي الغرب نافذ الأحكام … …
ذاك جدي إذا افتخرت … وأخوالي بنو هاشم نجوم الظلام
من ترى مثل أسعد كان أومن … مثل قومي تراه في الأقوام
أنا من معشر أتاحهم … الله لنصر النبي والإسلام
من أناس كانوا ملوك البرايا … كل كهل منهم وكل غلام
ناصروا سيد الأنام وأفنوا … دونه كل ذابل وحسام
حميري لا تنكر الأنجم الزهر إذا قلت فوقهن مقامي … …
وأبي فلو رأيت الدنايا … في منامي إذا هجرت منامي
وكريم بما وجدت على فقري … وكم باخل برد السلام
ولعوب بالشعر يستنزل العصم من الشاهق الأشم كلامي … …
تتوقى نوافثي عصب النصب كأني أرميهم بسهام … …
وكفاني حب الوصي فخارا … فهو إن أظلم السبيل أمامي
لا تلمني إذا مدحت عليا … إن أولى من لامني بالملام
أنا في حبه لعمرك عمار … فلم لا أبني بيوت نظامي
هات قل لي بالله من كأبي السبطين إن أدبر الهزبر المحامي … …
بدر أفق الوغى إذا ما استهلت … برؤوس من العداة وهام
ضارب الهام في الكريهة ثبت … يتحاماه كل جيش لهام
بمزيد الجلال دون البرايا … خصه ذو الجلال والأكرام
لست أحصي لذي الجلال ثناءا … إذ هدانا بآل خير الأنام
أذهب الله عنهم الرجس حتى … طهروا من بواطن الآثام
فهم السادة المطاعيم والقادة والصيد والبحور الطوامي … …
إن دعوا خلتهم غيوث نوال … أودعوا خلتهم ليوث صدام
أخذوا دين ربهم عن أبيهم … لم يشيبوا حلاله بحرام
من يكن ضل في الغرام فأني … ليس إلا لهم جعلت غرامي
فعليهم مني التحية تبقى … ببقاء الشهور والأعوام