غالِ بها فيما تسامُ واشترطْ – مهيار الديلمي

غالِ بها فيما تسامُ واشترطْ … فلاءها على البيعِ الشَّططْ

واعلمْ بأنَّ الغبنَ حيثُ نشطتْ … ربطها والغنمَ حيثُ ترتبطْ

منْ ضامناتِ الحاج لو دانيتها … بالنَّجمِ لمْ تلوَ بهِ ولمْ تلطْ

ليسَ على راكبها جناية ٌ … منْ علمٍ يعيي ولا أرضٍ تشطُّ

إنْ لمْ تكنْ أنتَ الّذي ينصبهُ … طولَ السُّرى فهي التي لمْ تعيَ قطّ

كأنَّها تحتَ الدُّجى جنيَّة ٌ … راكبها في ظهرها نجمٌ هبطْ

لا تطأُ الأرضَ وإنْ تسهَّلتْ … لوطأة ِ الدَّائسِ إلأ ما تخطْ

كأنَّما أربعها منْ خفّة ٍ … واحدة ٌ في السَّيرِ حينَ تختلطْ

تجري فتدمي أذنها بيدها … كأنَّها بسنبكيها تشترطْ

تنخَّلَ الغالونَ منْ آياتها … صفوة َ ما خلَّفَ فيهمُ وفرطْ

لمْ تتحرَّشْ بشميمِ أمِّها … هجائنُ الفرسِ ولاغبسُ النَّبطِ

لها منْ العُربِ ضمورٌ ناسبٌ … يغنى بهِ عنِ الوسومِ منْ علطْ

جرداءُ لولا سعفٌ منتشرٌ … منْ عرفها قلتُ عسيبٌ مخترطْ

بمحزمٍ كما طويتَ بردة ً … وملجمِ كما نشرتَ عنْ سفط

هي التي رحتَ بها مغتبطاً … وقدْ لحقتَ بعدَ خمسٍ بالغبطْ

وبتَّ جارَ الحيِّ ترعى معهمْ … على نوى المرعى ومصدوعُ الخططْ

وناظراتٍ منْ فروجِ الرَّقمِ مذْ … سنَّتْ عليهنَّ السُّجوفُ لمْ تمطْ

بيضاتِ كنٍّ ملسٍ لو خطِّيتْ … ما بينهنَّ وصمة ٌ لمْ تتخطْ

لمْ يبتذلنَ أوجهاً وأيدياً … في وهجِ النَّارِ ولامخضِ الأقطْ

وادي الغضا يرقدنَ حوليهِ الضُّحى … لطيمة ُ السَّفرِ اليمانينِ تحطّْ

كأنَّ روضاً تتهاداهُ الصِّبا … هباتهنَّ يتنازعنَ الشُّرطْ

طرقتهنَّ والدُّجى لمْ ينفتقْ … وسبحة ُ الجوزاءِ لمْ تنخرطْ

أنشدَ قلبي عندهنَّ ضلَّة ً … نشدكَ بالقاعِ بعيراً منتشطْ

وبينهنَّ طيبة ٌ شارفة ٌ … لمْ تتعرفْ عندها قبلي اللُّقطْ

ضاعفْ درعيها وقدْ تجرَّدتْ … مرجَّلٌ أسحمُ ذيَّالٌ قططْ

وحفٌ إذا ما غرّبتْ فيهِ يدا … فارقة ً أدردَ أسنانَ المشطْ

صدَّ بها معرضة ً أنْ قرأتْ … خطَّاً منْ الشَّيبِ فوديَّ وخطْ

منْ منصفي منْ عنتٍ في طرفها … يزحمُ هدَّابُ الرداءِ بالشَّمطْ

قالتْ كبرتَ والغنى معبَّسٌ … لا بدَّ ما لمْ تحتضرْ فتعتبطْ

دبتْ أفانينُ صروفِ الدَّهر لي … أساوداً فناهشتني ورقطْ

ونجَّذتني حقبٌ علوقها … بالشَّيبِ وهي لمْ تجمِّلني فرطْ

وكمْ أصبتُ ثمَّ أرمي غلطا … فدلَّني على الإصاباتِ الغلطْ

وصاحبٍ كالجرحِ أعيا سبرهُ … وجلَّ عنْ ضبطِ العصابِ والقمطْ

حملتهُ لا أتشكّى ثقلهُ … كي لا تقولوا طرفٌ أو مشترطْ

وكالشَّجا قافية ٌ أسغتها … لو عارضتْ حنجرة ُ البازلِ أطّْ

أسمعها مستدعياً منهُ الرِّضى … أصمُّ لا يسمعُ إلاَّ ما سخطْ

يأكلُ مدحي وعتابي سحتاً … حلواً ومرَّاً ما ضغاً ومسترطْ

يأكلهِ بالذُّلِ ممنوناً بهِ … فلا يبالي ساقطٌ كيفَ لقطْ

ليتَ بني عبدِ الرَّحيمِ ليتهمْ … يبقونَ لي منْ عرضِ الدُّنيا فقطْ

الواهبينَ طعمة ً أرضهمُ … ما أخصبَ العامُ عليهمُ أو قحطْ

والمانعينَ انفاً جارهمُ … لمْ يلتصقْ بنسبٍ ولمْ ينطْ

يحاطُ فيهمْ وهوَ ممنوعُ الحمى … إذا تسمى باسمهمْ لو لمْ يحطْ

سادات مجدٍ وإذا قستَ بهمْ … سيِّدهمْ باعدْ فضلاً وشحطْ

جاءَ الحسينُ فاحتذى مثالهمْ … ثمَّتَ زادَ جائزاً تلكَ النُّقطْ

يشمخُ انْ ترفعهُ وراثة ً … علياءُ لمْ يرفعْ لها ولمْ يحطّْ

كالليثِ لا تحلو لهُ مضغة ُ ما … لمْ بفتلذْ بكفِّهِ ويعتبطْ

مدَّ إلى ناصية ِ المجدِ يدا … ينقبضُ المزنَ مكانَ تنبسطْْ

تفدى بيسري لكَ إنْ أعجلتها … بالجودِ يمنى كلِّ روَّاغٍ ملطّْ

يعطي مقلاًّ ويضنُّ مكثراً … وإنَّما أحسنتَ ظنَّاً وقنطْ

وما يدُ البخيلِ إلاَّ سوأة ٌ … متى بدتء بارزة ً فقلْ تغطّْ

ومنكرٍ حقّكَ لمْ تعلقْ بهِ … منَ الوفاءِ شيمة ٌ ولمء تلطّْ

أسفلتهُ لو شكر العبدُ يدا … غطَّى عليها بالجحودِ وغمطْ

لو شئتَ بعد غلطة ِ الأيَّامِ في ار … تقائهِ جازيتهُ لمَّا سقطْ

غرَّرَ إذْ خاطركَ الجهلُ بهِ … ما كلَّ منْ ابصرَ عشواءَ خبطْ

ما كنتَ إلاّ جبلاً ارسى ولا … كانَ سوى سهمً منَ الشَّرِّ مرطْ

اسمعْ فما تؤثرُ أخبارُ العلا … إلاَّ شذوذاً وهي عنكَ تنضبطْ

هلْ أنافي وصفكَ إلاّ ناقلٌ … تملي سجاياكَ عليّ وأخطّْ

أوانسا لولاكَ ما كنتُ بها … ما فارقتْ حشمتها بمغتبطْ

كلُّ نوارٍ لمْ يفارقْ نزقة ً … أخمصها النَّعل وجنباها النَّمطْ

كمْ عنقٍ وهي لها طوقٌ وكمْ … منْ أذنٍ تصغي لها وهي قرطْ

أروضها لا نصبي ضاعَ ولا … أجريَ فيها عندَ نعماكَ حبطْ

في كلِّ يومٍ قاسمُ الحسنِ بهِ … أقسطَ ُ في غيري وفي شعري قسطْ

كنّ كسالى قبلكمْ لكنَّهُ … ما نشطَ الإحسانَ للشعرِ نشطْ