عيد به للهنا والبشر تجديد – إبراهيم اليازجي
عيد به للهنا والبشر تجديد … وللبشائر في الآفاق ترديد
تحققت فيه آمال الألي درجوا … قدماً وقد سعدت فيه المواليد
فافتر آدم بعد النوح مبتسماً … واهتز تحت حجاب الرمس داود
هذا الذي ألمعت في الكتب صادقة … إليه من أول الدهر المواعيد
في الأرض سر خلاص طاب عنصره … وفي السماوات تسبيح وتمجيد
إليك نهدي التهاني فيه خالصة … يا من به كل يوم عندنا عيد
أنت الذي قام فينا بعد صاحبه … يسمو به لمباني الدين تشييد
عليك من نوره تاج وقد دفعت … إليك من يده العليا المقاليد
ترعى رعيته في الأرض محترساً … من أن يلم بها في القفر تبديد
سارت بهديك لا تخشى بصائرها … تيهاً إذا اتسعت في وجهها البيد
أوردتها الخير في الدارين حيث غدت … وحظها بك في الحالين مسعود
لقد فتحت لها سبل الرشاد فما … يفوتها منك تسديد وتأييد
فذي المدارس في الأمصار شاهدة … وفصلك الجم في الأقطار مشهود
نالت بسعيك تشييداً وما برحت … لها بسعيك إنماء وتوطيد
فاسلم ودم وليدم فيك الثنا أبداً … له على صفحات الدهر تخليد
وأقبل تهانيء قوم في ذراك سموا … وحظهم بك في الأقوام محسود
لا زلت تستقبل الأعياد باسمة … دهراً وجدك بالأقبال معقود
فكلما مر عيد جاء يردفه … عيد به للهنا والبشر تجديد