عوجا على رسم الديار وعودا – أحمد فارس الشدياق
عوجا على رسم الديار وعودا … إن كنتما تتذكران وعودا
إنا تعاهدنا على تسآله … من قبل ان سرنا نجوب البيدا
ربع قضيت به مآرب لم يزل … تذكارها اربا لدى عتيدا
طربي لذكراها يهيج صبابتي … فاخال اني مادح محمودا
رب البراعة والحسام كلاهما … للدين والدنيا انبرى تاييدا
رب الخلال الغر تهدى حائرا … حلف الضلال وتلهم التوحيدا
نفد الوفود إلى حماه المرتجى … فتكاد تحسبهم لديه جنودا
فبغيث ملهوفا وينعش ضارعا … وينيل ما لا طارفا وتليدا
ينتابه الراجون من افضاله … من كان منهم دانيا وبعيدا
تلقاه ان ركب الجواد جماعة … وعلى الاريكة في الكمال وحيدا
آراؤه تمحو المشاكل مثلما … تمحو الدجى شمس الضحى تبديدا
اعلام حق راسيات شانها … ان لا تحاكى في الخفوق بنودا
ان يعتصم احد بها يجد الهدى … ويجد مقالا في الخطوب سديدا
وذكاء فكر ليس يصعب عنده … امر وما عنه يند شرودا
وخلائق ما شابها ذام وان … كانت لديه منى الحياة عبيدا
لم تثنه جدة الشباب وريعه … ورناه عن ارضائه المعبودا
بمكارم الاخلاق ساد فلن ترى … ابدا لها في الجاحدين جحودا
ورث المحامد عن ابيه وجده … ارثا به احيا ابا وجدودا
شهم همام ليس يدرك شاوه … من بات يشبع مقلتيه هجودا
من قال ان العز يدرك بالمنى … فأهل عليه الفند والتفنيدا
ان المعالي لا تنال لطامع … ما لم يذق في حبها التسهيدا
صدق الثناء على علاه كل من … قصد المقال ومن يقول قصيدا
لا زال في عز العزيز معززا … بين الأنام وملجأ مقصودا
وأدامه المولى لنصرة حقه … ركنا يعيذ العائذين وطيدا