على صدرِ الصهيلِ أنامْ – عبدالعزيز جويدة

عُيونُكِ واحةُ الظلِّ التي وهبتْ

من الدنيا بكاملِها

عيونَ الماءِ

واستولتْ على الأرحامْ

دموعُ المسكِ والعنبر

بها سكَني

ولي بهما حنينٌ يُشبهُ الأحلامْ

ومِسكُ بِدايتي معَكِ

إذا ما استفتحَ القلبُ ..

بضحكتِكِ

فخيرُ بدايةٍ فينا ، وخيرُ ختامْ

فلا عجبٌ إذا انتفضَتْ أحاسيسي

لأن الطلَّ من عينيكِ زخَّاتٌ

هنا الرحمنُ يُرسلُها

لتُمطرَ داخلي الإلهامْ

أنا الطفلُ الذي ما بينَ شفتيكِ

تُهدهدُهُ أحاسيسُكْ

إذا نطقَتْ ، وإن باحَتْ بأيِّ كلامْ

فحطي يا بساتينَ الهوى حُطي

رِحالَكِ داخلي حتى

أحلل في الهوي قلبي من الاحرام

فيا محبوبتي رغمًا عن الناسِ ،

وعن ذاتي

أنا المَجبول والله على حُبِّكْ

بأمرِ اللهِ سبحانَهْ

أيا نهرَ الحنينِ الخامْ

حنينُكِ ما لهُ شَبَهٌ

وأُقسمُ : قطرةٌ منهُ

إذا مُزِجَتْ بماءِ البحرِ لاستعصمْ

ومَن في الحبِّ يَستعصمْ

حرامٌ في هواهُ يُلامْ

تَرِنُّ كرنَّةِ الخُلخالِ ضِحكتُكِ

ولو مُزجتْ بقلبِ اليُتمِ ضحكتُكِ

يَمينُ اللهِ لن يَبقى

على أرضِ الهوى أيتامْ

يَظنُّ الناسُ أن الحبَّ تَرويةٌ ،

وتسليةٌ

وكِلماتٌ لها وقعٌ وموسيقى

وتَخديرٌ يُصاحبُنا مع الأنغامْ

مَعاذَ اللهِ من جهلٍ

ألا تدرونَ يا سادةْ

بأن العشقَ ترتيلٌ من الأعماقِ يأتينا

لهُ أحكامْ ؟

ألا تدرونَ يا سادة

بأن الحبَّ تطهيرٌ لأوزارٍ

تُخلِّفُها خطايانا

وضوءُ الحبِّ تطهيرٌ من الآثامْ

جميع الناسِ لو علِموا

بما في الحبِّ من خيرٍ

لَشدُّوا رَحلَهم للعشقِ أفواجًا

حجيجًا قلبُهم قد هامْ

لأن الحبَّ مُعجزةٌ من اللهِ

وسُبحانَهْ ..

لهُ حِكَمٌ

بهذا الحبِّ يُصلِحُنا ويُصلحُهم

فيُصلحُ بالأنامِ أنامْ

ولو علِموا بأن الحبَّ للهِ

مُناجاةٌ

لناموا فوقَ أرصفةِ الهوى عِشقًا

وباعوا عُمرَهم في الحبِّ للهِ

وخَرُّوا سُجَّدًا وقيامْ

لها في العشقِ إن نَظرَتْ

حنينٌ في تَجلِّيهِ

يُخلِّفُ بعدَهُ وجَعًا بأعماقي

ويَضربُني بسربِ سِهامْ

وإن أيقنتُ أن السربَ

مُتجهٌ إلى روحي

سأصرخُ في الفضا وجدًا :

أيا نارَ الهوى كوني على قلبي

هنا بردًا ، وألفَ سلامْ

ويا ويلي إذا صهلت بأوردتي

كمُهرٍ يَقفزُ الأسوارَ مُنفعلاً

بغيرِ لِجامْ

وقلبيفي الهوييعدوٌ

كطفلٌ في الهوى ثمل

ويُخفي دائمًا وجهاَ

يُداري طعنةَ الشوقِ

وراءَ لِثامْ

يُناجيها.. يُناديها

يُطبطِبُ فوقَ خَدِّ القلبِ

يهمسُ لهْ

أنا ذاكَ الهوى المولودُ واللهِ

هنا معَها

بنفسِ العامْ

لكي يَستعطفَ المُتجبِّرَ العاتي بأضلعها

فيُصدرُ هاهنا صُلحًا ،

ويأمرُ بعده بخصامْ

لتعطفَ مُهرةُ العشقِ

على قلبي ، وتسمحُ لي

على صدرِ الصهيلِ أنامْ

وتبتسِمُ .. فأبتسم

وخلفَ الشالِ عيناها

إذا لاحتْ

تُحلِّقُ في سما روحي

كسربِ حمامْ

وأصرخُ دائمًا فيها

من الوجعِ الذي فينا

أيا مجنونةً قولي

أفعلك في الهوى هذا

من الإسلامْ

فيزدادُ تدللها ، وما كان بحُسباني

ولا حتى بإمكاني

أقاومُ ضربةً بالرمحِ أردَتْني قتيلاً

عندَما جاءَتْ وكانت منتهي الإحكامْ

وأُقسمُ أنني لو مِتُّ في يومٍ

وضمَّتْني

ولو بالقبر وضعوني

سأجري خلفَها سعيًا على الأقدامْ

لِذا قد جاء تصريحي

أمامَ الخلق كلِّهِمِ

لأُخبرها :

غيابك

مُنتهَى الإجرامْ