على الثَّغَبِ الشّهْديّ مني تَحِيّة ٌ، – ابن زيدون

على الثَّغَبِ الشّهْديّ مني تَحِيّة ٌ، … زكَتْ، وعلى وادي العقيقِ سلامُ

ولا زالَ نورٌ في الرُّصافة ِ، ضاحكٌ … بِأرْجائِها، يَبْكي عَلَيْهِ غَمَامُ

مَعَاهِدُ لَهْوٍ لَمْ تَزَلْ في ظِلالِهَا … تُدارُ عَلَيْنَا، للمُجونِ، مُدامُ

زَمَانَ، رِياضُ العيشِ خُضْرٌ نَواصِرٌ … ترفّ، وأمواهُ السّرورِ جمامُ

فإنْ بانَ مني عهدُها، فبلوعَة ٍ … يشبّ لها، بينَ الضّلُوعِ، ضرامُ

تَذَكّرْتُ أيّامي بها، فَتَبَادَرَتْ … دُمُوعٌ، كَما خانَ الفَرِيدَ نِظَامُ

وَصُحْبَة َ قَوْمٍ كالمَصَابِيحِ، كُلّهمْ … إذ هُزّ، للخَطْبِ المُلِمّ، حُسَامُ

إذا طافَ بالرّاحِ المُديرُ عَلَيْهِمُ، … أطافَ بهِ بِيضُ الوُجُوهِ، كِرَامُ

وأحورُ ساجي الطَّرْفِ حشوُ جفونِهِ … سقامٌ، برَى ، الأجسامَ، منهُ سقامُ

تخالُ قضيبَ البانِ في طيّ بردِهِ، … إذا اهْتَزّ مِنْهُ مَعْطِفٌ وَقَوامُ

يُدِيرُ على رَغْمِ العِدا، مِنْ وِدَادِهِ … سُلافاً، كأنّ المسكَ منهُ خِتَامُ

فمنْ أجلهِ أدعُو لقرطبَة ِ المُنى … بسُقيا ضَعيفِ الطَّلّ، وَهوَ رِهامُ

محلٌّ غنينَا بالتّصابي خلالَهُ، … فأسْعَدَنَا، وَالحَادِثَاتُ نِيَامُ

فمَا لحقَتْ تلكَ اللّيالي ملامة ٌ، … وَلا ذُمّ، من ذاكَ الحَبيبِ، ذِمَامُ