عشرون عاما مضت سراعا – جبران خليل جبران
عشرون عاما مضت سراعا … مضت سراعا كيوم أمس
وسبحة للزمان كرت … ما بين عرس وبين عرس
أديل كانت فخر العذارى … جمال وجه وطهر نفس
وابنتها اليوم مثلتها … في كل معنى تمثيل حس
يا ليلة للصفاء زفت … إيفيت فيها إلى ألكسي
كم ليلة بالزهور أغنت … عن ضوء بدر ونور شمس
في الروضة الحلوة المجاني … قد غرس الحب خير عرس
فرعين تنميها أصول … أرست من المجد حيث يرسي
ما أحسن الجمع بين صنو … وصنوه من كريم جنس
في دار قرنان مهرجان … جاوز في الحق كل حدس
فأي ظرف وأي لطف … وأي بشر وأي أنس
يا ولدي أغنما حياة … لا يعترى سعدها بنجس
تقضى الأماني والهوى في … ذراكما مصبح وممسي
هذا دعاء من فيض قلبي … أدعوه حين احتساء كأسي
وإن أكن في الذين أهدوا … لم أهد إلا خطي وطرسي
فرب در من الغوالي … جلوتها في حبر نقس
إذا حلاكم كانت حلاها … فليس مقدارها ببخس
لم أتخذها من فضل حبي … بل صغتها من لباب رأسي
وليس فيها افتراض رد … ليوم نعمى أو يوم يؤس
قدمتها راجيا قبولا … ولست أبغي أقل مرسي