عرف الزمان مصارع الأبطال – أحمد محرم

عرف الزمان مصارع الأبطال … وأقام فيك مآتم الأجيال

للمسلمين بكل أرضٍ رنة ٌ … زجل المآذن من صداها العالي

جددت للإسلام من شهدائه … ذكراً يجدد كل شجوٍ بال

صعقت لموتك دولة الآمال … وجلائل الآثار والأعمال

ليت المنية أمهلتك فلم ترع … نهضات أروع غير ذي إمهال

ما زلت تبتدر الغمار تخوضها … شتى المخاوف جمة الأهوال

حتى طواك الموت غير مجاملٍ … شعباً يجلك أيما إجلال

أحييته وقتلت نفسك بالذي … حملتها من فادح الأثقال

أحببت مصر فغال مهجتك الهوى … ونجا بمهجته الخلي السالي

أصحوت أم أنت امرؤٌ تبلى وما … يصحو فؤادٌ منك ليس ببال

حمل الحياة ولن يموت على المدى … محيي العصور وباعث الأجيال

زلزلت أقطار البلاد فلم تبت … إلا على خطرٍ من الزلزال

من يدفع الغارات بعدك إن طغت … أهوالها ودعا المغير نزال

من يمنع النوب الثقال مغامراً … فيها بهمة قائلٍ فعال

من يصرع الخصم العنيد مدججاً … من بأسه بأسنة ٍ ونصال

من يأخذ الجبار أخذ مجربٍ … ساس الأمور وجال كل مجال

من ينجد المكروب بعدك إن دعا … يا للحماة ولج في الإعوال

من يسمع القاصين شكوى أمة ٍ … ناضلت عنها الدهر خير نضال

من للواء يهزه في مأزقٍ … ترتد عنه بواسل الأبطال

من لليراع يذيب هول صريره … قلب الكمي ومهجة الرئبال

من للمنابر يرتقيها صائحاً … في القوم صيحة مصقعٍ مقوال

يا لهف نفسي إذ تنوب عظيمة ٌ … تنزو القلوب لها من الأوجال

يا لهف مصر على مجدد مجدها … ومقيلها من عثرة الجهال

أمفطر الأكباد بالترحال … الله في مهجٍ عليك غوال

إن كان قد حم الفراق فوقفة ٌ … تشفي نفوساً آذنت بزوال

هيهات ما جزع النفوس لراحلٍ … سارت به الحدباء غير ضلال