عتبتْ عليكَ مليحة ُ العتبِ ، – ابن المعتز

عتبتْ عليكَ مليحة ُ العتبِ ، … غضبى ، مهاجرة ً بلا ذنبِ

قالت: أما تَنفَكُّ ذا أمَلٍ، … متنقلاً ، شرهاً على الحبِ

كلاّ، وأيديهِنّ دامِيَة ٌ … في عقلها بمواقفِ الركبِ

ما كان في زعمٍ هواكِ، ولا … أضمرتُ غيرَ هواكِ في قلبي

قالت: عسى قولٌ يُمرِّضُه، … ما صحّ باطنه من العتبِ

إنّ الزمانَ رمت حوادثه … هَدَفَ الشّبابِ بأسْهُمٍ شُهْبِ

فبقيتُ مضنى في محبتها ، … مرَّ الوصالِ ، مكرهَ القربِ

من بعدِ ما قد كنتُ أيّ فتى ً، … كقضيبِ بانٍ ناعمٍ رطبِ

فإذا رأتني عينُ غانية ٍ ، … قالت لرائدِ لحظها : حسبي

يا صاحِ إنّ الدّهرَ صيّرَني … ما قد تَرى قِشراً على عضَبِ

ما زالَ يُغري بي حوادثَه، … ويَزيدُني نَكباً عَلى نَكبِ

حتى لأبقاني كما ترني … صمصامَة ً مفلُولة َ الغَربِ

إني منَ القومِ الذينَ بهمْ … فخَرت قريشُ عَلى بَني كعبِ

صبرٌ، إذا ما الدَّهرُ عضّهمُ، … وأكفُّهم خُضرٌ لَدَى الجَدبِ

و لهم وراثة ُ كلّ مكرمة ٍ ، … وبهِم تُعَلّقُ دَعوة ُ الكَربِ

و إذا الوغى كانت ضراغمة ً ، … وعلَت عَجاجَة ُ موقِفٍ صَعبِ

لبسوا حصوناً من حديدهمُ ، … من ثارهمْ في موقفِ الحربِ

و عدتْ ، إذا بلغتْ حفيظته ، … حلوِ الرضا في سلمه عذبْ