عازف الصمت – بهيجة مصري إدلبي
أنسلّ من جسدي إلى آفاقي … فتذوب في عليائها أوراقي
فأدور في فلكي الذي قد رمته … ويذوب ليلي في لظى إشراقي
أنا ما خرجت من الزمان سوى لأن … تغفو على نزف الردى أحداقي
لوّنت أحلامي بصبغة صرختي … وجعلت من لمح الرؤى ترياقي
ما كنت أحتمل الركون على الثرى … فدمي تناثر عن هدى الأنساقِ
غادرتهم وهمو على أجسادهم … وتركت خلفي ضجة الأبواقِ
لا صوت يحملني إلى ذراته … غيري لأني جذوة الإحراقِ
لابد أن أمضي إلى فجر الهوى … وأفك أحلامي من الأطواقِ
لأعيد راحلتي إلى حدّا ئها … وأسير في ركب من الأشواقِ
وأمدّ من روحي رحيقا من لظىً … لأراني في بحر من الإقلاقِ
وأغط في نهر عذوبة مائه … محمولة من رحلة الأعماقِ
أنا في طريقي رحلة منفية … وعلى بريق السر سار براقي
أحتاط من زمني بما أوحى به … وأفرُّ من إيماءة الإطراقِ
أستافُ من ألمي نزيف صراخه … وأرى يديَّ تعاودان فراقي
لي ما عرفت وما عرفت يشدني … لأرى المعارف في مدى الآفاق