طابَ الهوَى لِعَميدِهْ – أبو نواس

طابَ الهوَى لِعَميدِهْ … لوْلا اعتِرَاضُ صُدودِهْ

وقادني حُبّ ريمٍ … مهَفْهَفِ الكشْحِ رُودِهْ

كالبـَدْرِ ليــلَـة َ عــشـرٍ … وأرْبَعٍ لسعودِهْ

بدَا يُدِلّ علينا، … بـمـتقْـلَـتَـيْـهِ وجـيـــــدِه

فاصـطـادَنـي لـحـمــامـي … تَخْطَارُهُ في بُرُودِهْ

فـقـمـتُ نُـصْـبَ عــدوٍّ … قاسي الفؤاد، كَنُودِهْ

لا أســتَطيـعُ فِـرَاراً … من برقِهِ ورُعودِهْ

وعسْكَرُ الحبِّ حَوْلي … بِـخَـيْـلِـهِ وجُـنــودِهْ

فإنْ عـدَلْـتُ يمــيـنـاً … خشِيتُ وقْعَ وُعُودِهْ

وإنْ شَــمـالاً ، فـمـوْتُ ، … لا بـدّ لــي مـنْ وُرُودِهْ

وإنْ رجعْتُ ورائي، … خــشِــيتُ زأرَ اُســــودِهْ

ونُصْبَ عيْنيَ طَوْدٌ، … فــكــيْـفَ لـي بصُــعـودِهْ

وتحتَ رجْليَ بحْرٌ … يجْــري الهَــوى بمُــدوده

وفوْقَ رأسي كميٌّ، … مقَنَّعٌ في حَديدِهْ

… ليُمْنِ موسَى وجُودِهْ

… جِــذارَ مــاضي حــديـدِهْ

ولي خُـشُــوعُ المصـلّي … فـي ديْــرِهِ يـوم عــيــدِهْ

كـأنّني مــسْــتَـهـَــامٌ … ضَـلَّ الطَّــريقَ ببِــيــدِهْ

لو لاحَ لــي مـنْــهُ نـهْــجٌ ، … ركــبْــتُ نـهْــجَ صَــعِيــدِهْ

فالوَيْلُ لي كيْفَ أنجُو … من حُمرِ موْتٍ وسودِهْ

فَــكَـمْ شَــديــدٍ بــهِ قَــدْ … دفعْتُ خَوْفَ شديدِهْ

لا مَـــرَّة ً بــعْــدَ أُخْــرى ، … أكِــلّ عـن تَـعْــدِيــــدِهْ

أيّامَ أنْفُ حسودي … دامٍ، وأنْفُ حسودهْ

غَـنَّى السّــمـاحُ بـمــوسَى … فـي هَــزْجِــهِ ونشــيـدِهْ

وكيفَ يَهْزجُ إلاّ … بإلْفِهِ وعقِيدِهْ