صرمتَ اليوم حبلَكَ من لَميسِ – ابن الرومي
صرمتَ اليوم حبلَكَ من لَميسِ … على ما في فؤادك من رسيس
كأنك قابلتْك بأنف عمروٍ … ورأسٍ مثل حُلَّتهِ خَليس
متى يستنشق الفيلين عفواً … بلا حسٍّ هُناك ولا حَسيس
وتشكو الخندريس أذى إذا ما … تنفَّس في كؤوس الخندريس
على عمرو عَفاء من نديمٍ … إذا حُمدَ النديم ومن جليس
سمعتُ بعمرو الجنَّي قِدماً … ولم أره يكون مع الأنيس
فأظهره الإله لنا بعمرو … أبي الخرطوم ذي الأنفِ الرئيس
نفيسٌ في الأنوفِ على خسيس … وقد تجد النفيسَ على خسيس
إذا عيناك قوبلتا بعمرو … ذكرتَ حديث طَسمٍ أو جديس
من الخِلقِ التي تُركت قديماً … ومن طُرُزِ العمالقة اللبيس
دسيسٌ لليهود إلى النصارى … ليفضَحهم فَقُبِّح من دسيس
يَصَمُّ عن المواعظ والملاهي … ويعجبه حديث الفَنْطليس
ألا يا ابن الوزير ألا انتزعْهُ … ولا تغرسه قُبِّح من غَريس
وقائلة ٍ أتخشى بأس عمروٍ … وأنت كعهدنا رئبالُ خِيس
فقلتُ أخافُهُ وصدقتِ إني … هِزبرٌ لا يزالُ على فَريس
ولكن أيُّ ليثٍ قِرْنُ فيلٍ … كفى بالفيل من قرن بئيس
عجبتُ لوقْفتي بباب عمرو … ولم يكُ قط بالعلق النَّفيس
ولكن ما خسرتُ وذاك أني … وُعظتُ بلؤمه أُخرى العجيس
هو الكيْسُ اشتريناه بكيسٍ … ومن لا يشتري كيساً بكيس
ألا يا عمرو فضلك في النصارى … كفضل الأربعاء على الخميس
فلا تبخل بعرضك حين تُهجَى … فإنك منه في خَلقٍ دَريسِ
وقد فعلتْ بك القالاتُ قبلي … كفعلِ النار بالحطب اليبيس