سمعتُ بأَنَّ طاوُوساً – أحمد شوقي
سمعتُ بأَنَّ طاوُوساً … أَتى يوماً سليمانا
يُجَرِّرُ دون وفْدِ الطَّيْـ … ـرِ أذيالاً وأردانا
ويُظْهِرُ ريشَهُ طوْراً … ويُخفي الرِّيشَ أَحيانا
فقال: لدَيَّ مسأَلة ٌ … أَظنُّ أَوانَها آنا
وها قد جئتُ أَعرضُها … على أَعتابِ مولانا:
ألستُ الروضَ بالأزها … رِ والأَنوارِ مُزْدانا؟
ألم أستوفِ آيَ الظرْ … ف أشكالاً وألوانا؟
ألم أصبح ببابكمُ … لجمعِ الطيرِ سلطانا؟
فكيف يَليقُ أَن أَبقَى … وقوْمِي الغُرُّ أَوثانا؟
فحسنُ الصوتِ قد أمسى … نصيبي منه حرمانا
فما تيَّمتُ أفئدة ً … ولا أَسكَرْتُ آذانا
وهذي الطيرُ أحقرها … يزيدُ الصَّبَّ أَشجانا
وتهتزُّ الملوكُ له … إذا ما هزَّ عيدانا؟
فقال له سليمانُ … لقد كان الذي كانا
تعالت حكمة ُ الباري … وجلَّ صنيعُهُ شانا
لقد صغرتَ يا مغرو … رُ نعمى الله كفرانا
وملك الطير لم تحفل … به، كبرا وطغيانا
فلو أَصبَحت ذا صوْت … لمَا كلَّمْتَ إنسانا