رمنا الفخارَ فنلنا منه ما شينا – الهبل

رمنا الفخارَ فنلنا منه ما شينا … لما مشى في طريق المجدِ ماشينا

نحنُ الكرامُ وأبناء الكرام فإنْ … تجهل مكارمنا ؛ فاسأل أعادينا ؛

واسألْ لسانَ المعالي ؛ ما تلافينا … وقل للاحقنا ما أنتَ لافينا

فربّ مجدٍ تلافينا بناهُ وقدْ … وَهي ؛ فمنْ ذا تلافاهُ تلافينا

الشمسُ والبدرُ أدنى من مراتبنا … والأنجمُ الشهب غارتْ منْ مساعينا ؛

سعى إلى غاية ِ العليا فأدركها … ونالَ من شأوها ما رام ساعينا ؛

لنا طريقٌ إلى العلياء واضحة ٌ … يسيرُ رائحنا فيها وغادينا ؛

يسيرُ في طرق العلياء سائرنا … فيهتدي بنجومٍ من أيادينا ؛

وكم بخيل تراه في الأنام ؛ ولا … والله لا كان لا منا ولا فينا

هلْ يعرفُ المجدُ إلاّ في منازلنا ؛ … وَهل يحلّ الندى إلاّ بنادينا

ما إن سئلنا مدى الأيامِ بذلَ قرى … إلاّ وجدنا بما تحويه أيدينا

لا نسأم الضيفَ إن طالتْ إقامته … ولا نخيب فينا ظنّ راجينا ؛

نمشي إلى الموت في يوم الوغى قدماً … وهاتفُ النصر بالبشرى ينادينا

لنا عزائمُ تدني ما نرومُ ؛ فما … أدنى خراسان إنْ رمناهُو الصينا

لا يستميل الهوى منا النفوسَ ولاَ … حبُّ البقا عن سبيلِ المجد يثنينا

ماذا يعيب العدا منا سوى حسبٍ … ضخمٍ ؛ به سادَ قاصينا ودانينا

وإننا لوْ دعونا الدهرَ نأمرهُ … لقامَ طوعاً يلبي صوتَ داعينا ؛

ما نابَ جاراً لنا في الدهر نائبة ٌ … إلاّ وكنا إذن عنهُ المحامينا

يا منْ يسائلُ عن قومي ؛ رويدكَ ما … جهلت إلاّ العلى والمجدَ والدنيا .

قومي الألى ما انتضوا أسيافهم لوغى ً … إلاّ وعاودوا لآي النصرِ تالينا ؛

قومٌ إذا لبسوا ثوبَ القتام غدتْ … أعداؤهم في ثياب النصر عارينا

إن تلقهمْ تلقَ أحباراً جهابذة ً ؛ … أو طاعنين العدا شزراً ورامينا

قاموا مع القاسم المنصور واجتهدوا … وجرعوا التركَ زقوماً وغسلينا ؛

و للمؤيد قد أذكتْ صوارمنا … وقائعاً أذكرتْ بدراً وصفينا ؛

وقائم العصر اسماعيل قد نصرتْ … سيوفنا وأجابتهُ عوالينا ؛

لمْ نألُ جهداً إذنْ في بثّ دعوتهِ … إذ قام فينا بأمر اللهِ يدعونا ؛

وحبّ آل رسول الله شيمتنا … وفخر حاضرنا دوماً وبادينا ؛

سلِ الأئمة َ عنا أيّ ملحمة ٍ … لسنا بأرواحنا فيها مواسينا

مضتْ على حبّ أهل البيت أسرتنا ؛ … ونحن نمشي على آثارِ ماضينا ؛

فمنْ يفاخرنا أمْ منْ يساجلنا … أمْ من يطاولنا أمْ منْ يدانينا

يكفيك أنّ لنا الفخر الطويلعلى … كل الورى ما عدى الآل الميامينا

عليهمُ بعد خير الرسلِ جدهم … أزكى وأفضل ما صلى المصلونا ..