ركب شوق بدار قلبي أناخا – عبدالغني النابلسي

ركب شوق بدار قلبي أناخا … أم فؤادي مع الغرام تواخى

لي بشرقي رامة فزرود … صفو عيش هناك كان رخاخا

مع صحب عن العيان استقلوا … فطووه سباسبا وسباخا

رفقة لي بهم قديم عهود … لا يشوب الثبوت فيها انتساخا

ما تغنت بهم حدا المطايا … قط إلا وصررت كلي صماخا

وبهم كلما تألق برق … ملت عن عالم الكيان انسلاخا

وإذا هبت الصبا هب قلبي … معها لا يني ولا يتراخى

يا حبيبا هواة دين أناس … هم عليه قد عاهدوا الأشياخا غائب الذات حاضر الوصف فينا عرف أسمائه هو المسك فاخا

وجهه يوجب الفناء انكشافا … والفنا فيه يغسل الأوساخا

لي على قربه دواوين عشق … نظمها العذب أطرب النساخا

لا تقل وجهه تحجب عني … هو بالعز لم يزل شماخا

إنما أنت عنه خلف حجاب … عاجزا عن شهوده وخواخا

وعليه من القلوب طيور … حاضنات نفوسها الأفراخا

حسنه للعيون لا زال نورا … وتجليه للقلوب مناخا يا نديمي بحانة الغيب إن الغيب كالعين لم يزل نضاخا

فاملأ الكاس لي ولا تترنم … بسوى من به السوى فيه ساخا

وأتى أمره إلي بروح … قام في زمر نشأتي نفاخا

صاد كل القلوب بالحسن لما … مد أكوانه لهن فخاخا

وأنا صيده بغير شباك … لا حراكا لا نفر لا صراخا

نخلتي أثمرت هواه جنيا … حين مدت حشاشتي شمراخا

وأنا اليوم عنده في مقام … مطرب كل من إليه أصاخا

قص لي ذكر حاطب في قريش … والكتاب الذي أتى روض خاخا

أنا بدري وجهه لا ارتشاشا … نوره في سابقا وانتضاخا

أخذتني عيونه النجل لما … بي تجلى فكان سيلا جلاجا