رحلت وما شوقي عن الإلف راحل – الخُبز أَرزي

رحلتُ وما شوقي عن الإلف راحِلُ … وزلتُ وما عهد الرعاية زائلُ

يُمثِّل لي قلبي على البعد شخصَه … فتمثاله لي حيثُ ما كنتُ ماثلُ

رعى اللَه مَن روحي قرينة روحِهِ … وما بين جسمَينا تُعَدُّ المَراحلُ

وقد فَصَل التفريق بين أحبَّةٍ … وليس لأرواح الأحبَّة فاصلُ

سقى اللَهُ أياماً نعمنا بظلِّها … إذ العيشُ غَضٌّ والحبيب مُواصِلُ

تغازلني منه الإشارات عابثاً … فيصطادني ذاك الغزال المُغازِلُ

فحيث رمى منّي يصادف مقتلاً … كأني علي حين ترمى مَقاتلُ

وليلة وصلٍ ليلةُ القدر أُختُها … تجلَّت بها الظلماءُ والبدرُ آفلُ

وأبصرتُ وجهاً قلتُ لمّا رأيتُه … ألا ليت شعري ما تقول العواذلُ

وما صَبَغَت صِبغَ الخدود مدامةٌ … بها صُبِغَت قبل الخدود الأناملُ

وسكرانة سكرى دلالٍ وقوَّةٍ … إذا هي قامت لم تَخُنها المفاصلُ

تثنَّت بغصنٍ ذابلٍ عند سكرها … وذا عجبٌ غصنٌ من الريِّ ذابلُ

فإن لم أقُل ما كانَ في ضرِّه المنى … فواهاً له إنَّ الحَنينَ لقائلُ

ولم أطوِ سرّي عنكمُ لاتِّهامكم … ولكن لإفشاء الحديث غوائلُ

نُجاملُ مَن يُبقي على مَن نحبُّه … ولن تخلصَ البُقيا لمن لا يُجامِلُ

وحيثُ أرى إلفاً لإلفٍ مُصَافياً … فَثَمَّ حَسُودٌ لا ينام وعاذلُ