رأيتُ حمَّالاً مُبينَ العمى – ابن الرومي

رأيتُ حمَّالاً مُبينَ العمى … يعثر بالأكْم وفي الوَهْدِ

مُحتَمِلاً ثِقْلاً على رأْسه … تضعُفُ عنه قُوة ُ الجلْدِ

بين جِمَالات وأشباهِها … من بَشَر نامُوا عن المجْدِ

أضحى بأَخزَى حالة ٍ بينهم … وكلُّهم في عيشة رغْدِ

وكلهم يَصْدِمُه عامداً … أو تائهَ اللُّبِّ بلا عمدِ

والبائسُ المسكِينُ مستسْلِمٌ … أذلُّ للمكروه من عبْدِ

وما اشْتهى ذاك ولكنَّه … فرَّ من اللُّؤْم إلى الجَهْدِ

فَرَّ إلى الحْملِ على ضعفه … من كَلَحات المُكْثِر الوغْدِ

فَعُذْتُ من أمْثال أحْوالِهِ … بالله والحُرِّ أبي سَعْدِ

السَّبِطِ الكفِّ الذي لم يزل … مُسْتَمْطِرُوهُ في ثَرى ً جَعْدِ

الصّادِقِ الوعْدِ على أنه … ما زال فعَّالاً بلا وعْدِ

الوارِثِ السُّؤْدَدِ أسْلافُهُ … ذي المجد من قَبْل ومن بعْدِ

العاسِف المالَ لِسُؤَّاله … والسالك الرأيَ على القصْدِ

الدائم العهْدِ ولكنَّه … يصْعد من عهْد إلى عهْدِ

مستبدلاً عهْداً بما دُونه … والعزْمُ منْهُ ثابتُ العَقْدِ

المُبْرِق البشرَ الملِثِّ الجَدَا … مُجانباً قَعْقَعَة َ الرعْدِ

يستكتم العُرفَ على أنه … يُفشيه في غوْرٍ وفي نجدِ

من أجْحَدِ الناس لنعمى له … تزدادُ إسْفاراً على الجَحْدِ