رأيتُك لم تحسن ثوابي ولم تُجبْ – ابن الرومي

رأيتُك لم تحسن ثوابي ولم تُجبْ … كتابي فماذا كان في الخلْق والأمر

لعمري لقد علمتَني كيف أتقي … معاودة التجريب إن كنتُ ذا حجر

وقبَّحتَ عندي صورة َ الحِرص والغنى … وحسَّنت عندي صورة اليأس والفقر

أما وحَذاري من أمانيَّ بعدها … لقد مكرتْ بي فَعلتي أيَّما مكر

دعتْني إلى لمس الكواكب قاعداً … وذلك شيء لا يكون يدَ الدهر

دعِ البذل لِمْ خسَّتني أن لم تجيبَني … جوابي ولم أهبطت قدري إلى القعر

أكنتُ خسيس القدر لم حِصتَ حيْصة ً … عن الفضل أعدتك الخساسة في القدر

فهلاّ بذلتَ الوعد ثم مطلتهُ … فعلَّلت تعليل المُجامل ذي المكر

ولكن رأيتَ الحسم للبذل كلِّه … صواباً لأن الرعد يؤذن بالقطر

أذلك أم هلاّ منعت مُصرِّحاً … فأَيأستني لكن خُلقتَ من الصخر

جُموداً وصمتاً لابرحتَ كما أرى … وهاتيك لو أحسست فاقرة َ الظهر

وفي دعوتي عَقْرٌ أليمٌ مَضيضُهُ … أبا جعفرٍ لو كنتَ تألم من عَقرِ

أبا جعفرٍ صبراً فما زلتَ صابراً … على الذم لاتعدَم ذميماً من الصبر