ديوان المراثي – أديب كمال الدين

أربع مراثٍ الى آدم

(1)

في هدأةِ هذا الإيقاع

أرثي مجدك:

هذا الجيل الدريّ،

هذا الملكوت الكونيّ،

الرغبة في صهر الشمس وترويض الأقمار

أرثي بؤسك:

هذا الوطن الممتدّ سماءً لا حدّ لها

فارغةً تحبو

وغيوماً لاحصر لها ضاحكةً

من جوعٍ أو رعب.

في هدأةِ هذا الإيقاع

أرثيكَ وأرثي نفسي

وخطى الإيقاعْ

مبتهجاً

أمتدّ سماءً لا حصر لها فارغةً

حتى القاعْ.

(2)

من أعطاكَ الأسماءَ؟ ومن قال: شراعاً

خذها الأرض شراعاً

ولباساً، قبراً

أو متكئاً

حلماً أو كابوساً؟

من قال؟ أجبْ

يا ملكاً محكوماً

بعذابات النسيانْ.

( 3)

لم تهبطْ وحدكَ، قيل بأنّ امرأةً

هبطتْ من روحك

لتكون لباساً

هبطتْ كي تشعل ما يتبقى

من أحلام الجسد المسجون

لتكون رفيقاً للجوع، الطاعون

لم تهبطْ وحدكَ، أنتَ اخترت

إذ كان عليك

أن تتحمل

ضربات الدهر على الرأس

ضربات الحبّ السوداء

ضربات الإقناع

( 4)

دعني أرثيك

ـ لا أملك إلاّ أن أرثيك ـ

في الشكِ وفي الغيرة

في الغربةِ والطعنة

في الجوعِ وفي الموت

دعني أرثيك

وأكلّلُ رأسك

برضاي الأبدي.

.

ثلاث مَراث الى نفسي

الرهائن

من أين أجيء وأفتتح أبوابَ خلاصي،

والأسلاكُ المهجورةُ والسنواتُ: الأنقاض

تمتدّ لحافاً لخطاي

كبكاء رهائن من خزفٍ

سرقتْ صوتَ دمائي، أثرته قليلاً

عادتْ سرقتْ ما يمكن أن يُسرق.

كبكاء رهائن من خزف

قالت في أذني شيئاً

كلماتٍ مبهمة أو ثرثرة، أشلاء؟

من أين أجيء وأفتتح أبواب خلاصي

وأنا أملك روحاً:

وطناً لعصافير الشِعْر

لفراشات صيغتْ من كفِّ عذابِ الأطفال

للقُبلة والأمطار

للسحرالأسود والريح الزرقاء؟

الحصاد

مثل الأشباح السود

إذ تجلس ساهمةً في كابوس أزرق وقت الفجر

أو مثل حصاة تُرمى وسط البحر الهائج

حتى تصل القعر

تمضي مرثيةُ عمري

تمضي تمضي وأنا أرقبها

فرحاً مغروراً مقتولاً

في أول طلقة

فرحاً مرتعداً منتشياً

بالحزن وبالنشوة،

بالخذلان.

الرقصة

يا لأساي الذي

هدَّ بي الأبواب

يا لأساي الذي يشكو ولا يغتاب

يا لأساي الذي

يمشي كما أمشي