دعها تكنْ كالسلفِ من أخواتها – مهيار الديلمي
دعها تكنْ كالسلفِ من أخواتها … تجري بها الدنيا على عاداتها
ما هذه يا قلبُ أولُ عثرة ٍ … قذفتْ بك الأطماعُ في لهواتها
هي ما علمتَ وإن ألمتَ لفضلة ٍ … من ثقلِ وطأتها وحدّ شباتها
كم خطوة ٍ لك في المنى إزليقة ٍ … لم تنتصرْ بلعاً على عثراتها
و ذخيرة ٍ طفقتْ يداك تضمها … و الدهرُ خلفك مولعٌ بشتاتها
و وثيقة ٍ ألجأتَ ظهرك مسنداً … بغرورها فسقطتَ في مهراتها
لو كنتَ عند نصيحتي لم ترتبقْ … بمشورهِ الآمالِ في حلقاتها
و هوى أطعت أميرهُ في لذة ٍ … متبوعة ٍ لم تنجُ من تبعاتها
يبني السفينَ اللامعاتِ سرابها … و يعدّ مخدوعا ترابُ فلاتها
و فتاة ِ قومٍ لا ينامُ مغيرهم … رمتَ اقتسارهمُ على خلواتها
شحذوا المدى لك دونها فركبتها … تغترُّ حتى طرتَ في شفراتها
وَ يمين جارية ٍ سلكتَ في … مسباحها وَ ذهبتَ في آناتها
ما كانَ قبلكَ للحفاظِ شريعة ٌ … في دينها أبداً ودينِ لداتها
نظرتْ فكنتَ ضريبة ً لحسامها … و مشتْ فكنتَ دريئة ً لقناتها
و مضيتَ تتبعُ وصلها ولسانها … و الرشد عند صدودها ووشاتها
نمْ قدسهرتَ فدونَ يومِ وفائها … و هي التي جربتَ يومُ وفاتها
و اشكر لها كشفَ القناعِ فإنها … غدرتْ فكان الغدرُ من حسناتها
و اذكر مآربَ غيرها واعجبْ لها … غصبتك آفتها على لذاتها
و ملثمينَ على النفاق بأوجهٍ … صمًّ يصيحُ اللؤمُ من قسماتها
صبغوا الوفاءَ بياضه بسوادهِ … و المكرماتِ هبوبها بسباتها
متراهنين على الدنية ِ أحرزوا … غاياتها وتناهبوا حلباتها
ورثتْ نفوسهمُ خبائثَ أصلها … لؤماً وزادت دقة ً من ذاتها
أيدٍ تجفُّ على الربيع وألسنٌ … سرقَ السرابُ الإفكَ من كلماتها
يصفُ المودة َ بشرها ووراء … بشرُ الزجاج يشفُّ عن نياتها
دسوا المكايدَ في مواعدَ حلوة ٍ … كانت عقاربَ والكذابُ حماتها
خلقٌ إذا حدثت عن أخلاقها … فكأنما كشفت عن سوآتها
لله آمالٌ أرقتُ دماءها … فيهم فلم يتعلقوا بدياتها
و كرائمٌ وليتُ فضة َ عذرها … منهم سوى أكفائها وكفاتها
غرٌّ أهنتُ على اللئام كرامها … و أبحتُ أبناءَ العقوقِ بناتها
أهمتها فيهم سدى مظلومة ً … تبكي أراجزها على أبياتها
يتناكرون حقوقها من بعد ما … علطوا على أعراضهم بسماتها
من كلّ مفتوحٍ إليها سمعهُ … مضمومة ٍ كفاه دون صلاتها
يهوى العلا فاذا ارتقى لينالها … رداهُ حبُّ الوفرِ من شرفاتها
حيرانَ يتبعُ من أخيه ونجلهِ … ما يتبعُ الأصداءَ من أصواتها
من عاذري منهم ومن لحرارة ٍ … أشرجتُ أضلاعي على جمراتها
و لخطة ٍ خسفٍ عصبتُ بعارها … رأسَ العلا وحططتُ من درجاتها
أنا ذاك جانيها فهل أنا آخذٌ … غيري بها وهو الذي لم ياتها
يا حظُّ ما لك لا أقالك عثرة ً … جاري الحظوظِ وغافرٌ زلاتها
كم أشتكيك وأنت صلُّ حماطة ٍ … لا يطمعُ الحاوون في حياتها
عيشٌ كلا عيشٍ ونفسٌ ما لها … من متعة ِ الدنيا سوى حسراتها
و تودّ حين تودّ لو ما بدلتْ … أحبابها من جورها بعداتها
و يزيدها جلدا وفرط تجلدٍ … بين العدا الإشقاقُ من إشماتها
إن كان عندك يا زمانُ بقية ٌ … مما يضامُ بها الكرام فهاتها
صبرا على العوجاءِ من أقدارها … لا بدّ أن تجري إلى ميقاتها
و لعلها بالسخط منك وبالرضا … أن تستقيمَ طريقها بحداتها
كم مثلها ضاقتْ فحللِ ضيقها … يومٌ ولم يحسبْ جلا غمراتها
و لقد كنزتُ فهل علمتَ مكانهُ … من صفوِ أيامي ومن خيراتها
خلاَّ تنخله ارتيادي واحدا … صحتْ به الدنيا على علاتها
غلطتْ به أمُّ الزمان فأنجبتْ … فيه وخابت في بني علاتها
لي منه كالئة ُ العيون وبسطة ُ ال … أيدي الثقاتِ إذا عدمتُ ثقاتها
و قرابة ُ الأخِ غيرَ أنّ مسافة ً … في الودّ لم يبلغ أخي غاياتها
من مانعي حرم الإخاءِ ونافضي … طرق الوفاءِ فمحرزي قصباتها
و السالمين على تلونِ دهرهم … و تحولِ الأشياء عن حالاتها
و إذا الأكارعُ والزعانفُ عوروا … من خلة ٍ كانوا مكانَ سراتها
نبهتهُ ومن العيون غضيضة ٌ … حولي وأخرى كنتُ أختَ قذاتها
فأثرتُ منه أبا الشبول فمالت ال … أرماحُ تدعسه على غاباتها
ملآن من شرفِ السجية نفسهُ … تحوى الفضائلَ عن جميع جهاتها
منقادة للمكرماتِ وأنفسٌ … تدعُ العلا وتقادُ في شهواتها
ما اختارت المختارَ لي إلا يدٌ … وثقتْ لمغرسها بطيبِ جناتها
لله خائلة ٌ رأيتُ ودادها … بدلالة التوفيقِ في مرآتها
ردَّ الزمانُ به شبيبة َ عيشتي … بعد اشتعال الشيبِ في شعراتها
و تسومت غراً محجلة ً به … أيامُ دهرٍ قد نكرتُ شياتها
كم خلة ٍ داويتها بدوائها … منه ونعمى كان من أدواتها
و ملمة ٍ ولي الزمانُ فتوقعها … مني رقعتُ به وسيعَ هناتها
من حاملٍ صحف الثناءِ أمانة ً … لا يستطيعُ النكثُ قرعَ صفاتها
شكرا كما ضحكتْ إليه مجودة ٌ … بالحزنِ باقي الطلَّ في حنواتها
يغدو فينقلُ ثقلها بسكينة ٍ … في سمتها هدى ٌ وفي إخباتها
طبٌّ بعلم فروضها وقروضها … حتى يؤديها على أوقاتها
أبلغ أبا الحسن التي ما بعدها … مرمى لغالبة المنى ورماتها
عنيّ مغلغلة ً تسرُّ حديثها … أمَّ الكواكبِ أو أعيرَ صفاتها
من منبع الحلو الحلالِ إذا غدا … ملحُ القرائح ذاهبا بفراتها
لو نازل الرهنانَ حطَّ قنانها … فصبت إليه وحلَّ من عزماتها
يجزيك عن كسبِ العلاء وحبهِ … ما تنطقُ الخرساءُ بعدَ صماتها
و تردُّ أعراضَ الكرام كأنها … يمينة ٌ تختالُ في حبراتها
ثمنا لودك إن يكن ثمناً له … بذلُ القوافي فيك مكنوناتها
تسخو به لك من نخيلة ِ سرها … نفسٌ ترى بك ما ترى بحياتها