دار غير اللبيب إن كنت ذا لب – عماد الدين الأصبهاني

دار غير اللبيب إن كنت ذا لب … ولاطفه حين يأتي بحذق

فأخو السكر لا يخاطبه الصاحي … إلى أن يفيق إلا برفق

كم قد أمرت بحفر خندق معقل … حتى سكنت اللحد في محفوره

كم قيصر للروم رمت بقسره … إرواء بيض الهند من تاموره

أوتيت فتح حصونه وملكت عقر … بلاده وسبيت أهل قصوره

أزهدت في دار الفناء وأهلها … ورغبت في الخلد المقيم وحوره

أو ما وعدت القدس أنك منجز … ميعاده في فتحه وظهوره

فمتى تجير القدس من دنس العدا … وتقدس الرحمن في تطهيره

يا حاملين سريره مهلا فمن … عجب نهوضكم بحمل ثبيره

يا عابرين بنعشه أنشقتم … من صالح الأعمال نشر عبيره

نزلت ملائكة السماء لدفنه … مستجمعين على شفير حفيره

ومن الجفاء له مقامي بعده … هلا وفيت وسرت عند مسيره

حياك معتل الصبا بنسيمه … وسقاك منهل الحيا بدروره