خَليلَيَّ لَستُ أَرى الحُبَّ عارا – صريع الغواني
خَليلَيَّ لَستُ أَرى الحُبَّ عارا … فَلا تَعذُلاني خَلَعتُ العِذارا
وَكَيفَ تَصَبُّرُ مَن قَلبُهُ … يَكادُ مِنَ الحُبِّ أَن يُستَطارا
لَقَد تَرَكَ الوَجدُ نَفسي بِها … تَموتُ مِراراً وَتَحيا مِرارا
كِلانا مُحِبٌّ وَلَكِنَّني … عَلى الهَجرِ مِنها أَقَلُّ اِصطِبارا
إِذا قُلتُ أَسلو دَعاني الهَوى … فَأَلهَبَ في القَلبِ لِلشَوقِ نارا
وَأَحوَرَ وَسنانَ ذي غُنَّةٍ … كَأَنَّ بِوَجنَتِهِ الجُلَّنارا
كَساني مِنَ الحُبِّ ثَوبَ الجَوى … فَصارَ الشِعارَ وَصارَ الدِثارا
أَلَم تَرَ أَنّي بِأَرضِ الشَآمِ … أَطَعتُ الهَوى وَشَرِبتُ العُقارا
شَرِبتُ وَنادَمَني شادِنٌ … صَغيرٌ وَإِنّي أُحِبُّ الصِغارا
وَصِرفَ رُصافِيَّةٍ قَهوَةٍ … تُميتُ الهُمومَ وَتُبدي السِرارا
كُمَيتٍ رَحيقٍ إِذا صُفِّقَت … أَطارَت عَلى حافَّتَيها الشَرارا
لَقَد كِدتُ مِن حُبِّ خَمرِ البَلي … خِ أَن أَجعَلَ الشامَ أَهلاً وَدارا
فَما زِلتُ أَسقيهِ حَتّى إِذا … ثَنى طَرفَهُ نَشوَةً وَاِستَدارا
نَهَضتُ إِلَيهِ فَقَبَّلتُهُ … وَعانَقتُهُ وَحَلَلتُ الإِزارا
وَقَد زادَني طَرَباً نَحوَهُ … مُضاجَعَةُ الياسَمينَ البَهارا
أَتاني لَها شِعرُ ذي قُدرَةٍ … عَلى الشِعرِ قَد قالَ فِيَّ اِقتِدارا
فَقُل لي رِضىً قَد رَضينا بِكُم … وَإِن كُنتُ لَستُ أُريدُ الخِيارا