خطرتْ لذات الخال ذكرى بعدما – عمر ابن أبي ربيعة
خطرتْ لذات الخال ذكرى بعدما … سَلَكَ المَطِيُّ بِنَا عَلى الأَنْصَابِ
أَنْصَابِ عُمْرَة َ وَالمَطِيُّ كَأَنَّها … قِطَعُ القَطَا صَدَرَتْ عَنِ الأَحْبَابِ
فانهلّ دمعي في الرداء صبابة ً، … فَسَتَرْتُهُ بِکلْبُرْدِ دونَ صِحابي
فَرَأَى سَوابِقَ عَبْرَة ٍ مُهْرَاقَة ٍ … عَمْرُو فَقَال: بَكَى أَبو الخَطَّاب
فمريتُ نظرتهُ وقلتُ: أصابني … رمدٌ، فهاجَ العينَ بالتسكابِ
لَمْ تَجْزِ أُمُّ الصَّلْتِ يَوْمَ فِرَاقِنا … بالخيفِ، موقفَ صحبتي وركابي
وعرفتُ أن ستكونُ داراً غربة ً … مِنْهَا إذا جَاوَزْتُ أَهْلَ حِصابي
وتبوأتْ من بطنِ مكة َ مسكناً، … غردَ الحمامِ، مشرفَ الأبواب
ما أنسَ لا أنسَ غداة َ لقيتها … بِمنًى تُرِيدُ تَحِيَّتي وَعِتَابي
وتلددي شهراً أريدُ لقاءها، … حَذِرَ العَدُوِّ بِسَاحَة ِ الأَحْبَابِ
تِلْكَ الَّتي قَالَتْ لِجَارَاتٍ لَهَا … حورِ العيونِ كواعبٍ أتراب:
هَذَا المُغِيرِيُّ الَّذي كُنَّا بِهِ … نَهْذِي وَرَبِّ البَيْتِ يَا أَتْرَابي
قالت لذاك لها فتاة ٌ عندها، … تَمشي بِلا إتْبٍ وَلا جِلْبَابِ
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّها في غَفْلَة ٍ … عَمَّا يُسَرُّ بِهِ ذَوو الأَلْبَابِ
هَذا الْمَقَامُ فَدَيْتُكُنَّ مُشَهِّرٌ … فَکحْذَرْنَ قَوْلَ الكَاشِحِ المُرْتَابِ
فَعَجِبْنَ مِنْ ذَاكُمْ وَقُلْنَ لَها: کفْتَحي … لا شَبَّ قَرْنُكِ مِفْتَحاً مِنْ بَابِ
قالتْ لهنّ: الليلُ أخفى للذي … تهوينَ من ذا الزائر المنتاب