حَسْبِي مِنَ اللهوِ وآلاَتِ الطَّرَبْ – كشاجم
حَسْبِي مِنَ اللهوِ وآلاَتِ الطَّرَبْ … وَمِنْ ثَنَاءٍ وَعَتَادٍ وَنَشَبْ
وَمِنْ قيانٍ ومدامٍ تَصْطَحِبْ … وَهمّة ٍ طمّاحَة ٍ إلى الرتَبْ
مَجَالسٌ مَصُونَة ٌ عن الرِيَبْ … معمورة ٌ بكلِّ علمٍ يُطَّلَبْ
تكادُ مِنْ حَرّ الحديثِ تلتهِبْ … شعراً وأخْبَاراً ونحواً يقتضَبْ
ولغة ً تَجْمَعُ ألفَاظَ العَرَبْ … وَفِكَراً كالوَعْدِ في قلبِ المُحِبْ
أو كآتي الرِزْقِ منْ غَيرِ طَلَبْ … نَعَمْ وحَسْبي من دَوِيٍّ تنتخَبْ
مُحَلّياتٍ مِنْ لُجينٍ وَذَهَبْ … مَحْبَرَة ٌ يَزهَى بها الحبرُ الألَبْ
مثقوبة ٌ آذانُها وفي الثقبْ … مثلُ شنوفِ الخُرَّدِ العِينِ العُرُبْ
تَضُمّ قَطْراً فيهِ للكُتْبِ عَتَبْ … أسوَدُ يجري بِمَعَانٍ كالشُهَبْ
لا تنضُبُ الحكمة ُ إلاَّ إنْ نَضَبْ … نِيطَتْ إلى يَدَيْ سَرِيٍّ بسبَبْ
كالقرطِ في الجيدِ تدلَّى واضْطَرَبْ … تصحَبُها والأخواتُ تصطحبْ
كِنَانة ٌ تودَعُ نبلاً من قَصَبْ … لمْ يَعْلُهَا ريشٌ ولَمْ تُكْسَ عَقَبْ
لمْ تضحَكِ الأوراقُ حتَّى تنتَحِبْ … تَرمي بها يُمنَايَ أغراضَ الكتبْ
رَمْياً مَتَى أَقصَدْتُهُ السمتَ أصبْ … ومدية ْ كالعَضْبَ مَا مَسَّ قَضَبْ
عَصَى عَلَى الأقلامِ مِنْ غيرِ سَكَبْ … يسطو بها مِنْ كُلَّ حينٍ وَيَثِبْ
وإنَّما يرضيكَ من ذاكَ الغَضَبْ … فَتِلْكَ آلاتي وآلاتي تُحِبْ
والظَرْفُ في الآدابِ شيءٌ يُحْتَسَبْ … لا سيّما ما كانَ منها للأدَبْ