حوائِجُ نفسي كالغواني قصائِرٌ، – أبوالعلاء المعري

حوائِجُ نفسي كالغواني قصائِرٌ، … وحاجاتُ غيري كالنّساء الرّدائد

إذا أغضَبَ، الخيلَ، الشكيمُ، فما لها … عليه اقتِدارٌ، غيرَ أزْمِ الحدائدِ

وما يَسبَحُ الإنسانُ في لُجّ غَمْرَةٍ … من العِزّ، إلاّ بعدَ خوضِ الشدائدِ

وما كفَّ عقلي أن يؤمِّلَ بائِداً، … من الأمرِ، إني بائَدٌ وابنُ بائِدِ

أحيدُ، فتُشويني السّهامُ، ولو رَمتْ … قِسيُّ حِمامي لم تجدْني بحائِدِ

لعمْرُكَ ما شامَ الغَمائِمَ شائمي، … ولا طلَبَ الرّوضَ السّحابيَّ رائد

تُذادُ، عن الحوضِ، الغرائبُ، ضِنّةً، … وحوضُ الردى، ما دونَه كفُّ ذائد

وكيفَ أرجّي، من زمانٍ، زيادَةً، … وقد حذَفَ الأصليَّ حذفَ الزّوائد؟

أواكَ ضَنٍ، فاهربْ من الانسِ، طالما … تَبَرّمَ مُضنىً من حديثِ العوائد

وقد يُخلفُ، الظنَّ، المعَيْدُ إصابةً، … كما أعوَنَ الدجّالُ في آلِ صائد

وما أعجبتني، لابن آدمَ، شيمةٌ، … على كلّ حالٍ من مسودٍ وسائد

وتُسليكَ، عن نَيلِ الفوائدِ، ساعةٌ، … ثنتْ وصفَ حيٍّ، بعدها، كاسمِ فائد

وما يبلغُ الأحياءُ عزّاً بكثرَةٍ؛ … وهل لحصى المَعزاءِ قدْرُ الفرائد؟

له العددُ الوافي، ولكنْ دنتْ له، … فما أخَذَتْهُ، ناظِماتُ القلائِد

تُقَسَّمُ أطواقُ المَنايا، ولم تَزَلْ … تَبُتُّ سُلوكاً، من عُقودِ الخرائد

وخالَفَ ناسٌ في السَجايا، ليُشهروا، … كما جُعِلَ التصريعُ ختمَ القصائد