حمدت دموعي إذ وفت بوعودها – ابن نباتة المصري
حمدت دموعي إذ وفت بوعودها … فكأنّ ما في مقلتي في جيدها
وتأودت تدعو للذة ضمها … ما دامت الرقباء طوع هجودها
وهممت فامتنعت عليّ نهودها … واحسرتا حتى رقيب نهودها
سمراء تطعن بالقوام وربما … نظرت فصالت بيضها مع سودها
وقفت عليها لوعتي وصبابتي … ومدامعي تجري على معهودها
لم يبقَ في زمن الوزير بقية ٌ … في الظلم الاّ ظلمها لعميدها
هذا وقد أصبحتُ في أبوابه … أدعى وأحسب من عديد عبيدها
لاغروَ ان نفحت مدائحُ ناظمٍ … والخضرُ سارٍ في خلال نشيدها
ذو همة ٍ رأت المكارمَ في الورى … ضيعاً فأعجبها افتراع نجودها
ومواهب مثل السحائب برّة … يوم الندى لقريبها وبعيدها
ومنازل ما بين كفك والغنى … يا مشتكي الاقتار غير ورودها
يتواضع العلماءُ فيها هيبة ً … لأعز ممدوح الفعال سديدها
ومبشر بالقاصدين كأنه … وأبيك قاصدها وطالب جودها
يلقى العدى وذوي المقاصد والنهى … بمميتها ومغيثها ومفيدها
يا بهجة َ العليا ونسر صفيها … وملاذ عاديها وغيظ حسودها
أما نفوس عداك من غيظٍ فقد … كادت تكون جسومها كلحودها
فافخر بنفسك إنها النفس التي … كملت فما تبغي سوى تأبيدها
وتهنّ بالاعوامِ نزعُ خليقها … مستأنف النعمى ولبس جديدها
تجلى أهلتها اليك محبة ً … فكأنها أهوت لشكر سجودها
و لقد قصدتك شاكياً حرّ الظما … فكرعتُ في عذب الصلاتِ برودها
و تقلدت عنقي عطاياك التي … حكمت في الأيام عن تقليدها
فلأ سمعنكَ ما ترنمَ صادح … مدحاً يصغر ماضيات وليدها
لا ينبغي حرّ المقال فريده … إلا على حرّ الكرام فريدها