حلفت برُمَّان الثُدِيِّ النواهدِ – ابن الرومي
حلفت برُمَّان الثُدِيِّ النواهدِ … إذا ماتناغى في صدور الخرائدِ
لما وَجَدَتْ وجدي بكم أُمُّ واحدٍ … تُعُوذُ من الأسْواء فيه بواحدِ
وإني وإن أضحى لسانيَ جاحداً … لذو مدمْعٍ يُضْحي وليس بجاحدِ
سمْحِ بِعرسيهِ حليم المشهدِ … خالدُ ذا السؤددِ المؤطَّدِ
مُعَاوِدٍ أمثالَها معوَّدِ … في بيت طائّيٍ كريم المحْتدِ
أشُكُّ حاذَيها بعرْدٍ أجردِ … مُلَمْلَمٍ مثل الرَّشَا المحصَدِ
لكنْ برجليها ولم تَنَكَّدِ … فبتُّ منها مطمئنَّ المقْعَدِ
نَحْراً كصرحِ المرمر المُمَرَّدِ … دافعْتُها فما اتقتني باليد
يَنْمى إلى دِعْص لها مُنَضَّدِ … تكسو عقودَ الدُّر والزبرجدِ
بيضاء لم تشْحبْ ولم تَخدَّدِ … تضربُ متْنَيْها بوحْفٍ أسودِ
غيداء من ماء الشباب الأغْيَدِ … كأنما ترنو بِعيْنيْ فَرْقدِ
حين بدا للحُلْم أو كأَنْ قَدِ … إن لا تَمِسْ في مشيها تأوَّدِ
رُبَّ فتاة ٍ حُرَّة ٍ المُقَلّدِ … تختال في زِيِّ غلام أمردِ
فكيف بإقرارِ المحبِّ وإنمارجزرُبَّ فتاة ٍ حُرَّة ٍ المُقَلّدِتختال في زِيِّ غلام أمردِحين بدا للحُلْم أو كأَنْ قَدِإن لا تَمِسْ في مشيها تأوَّدِغيداء من ماء الشباب الأغْيَدِكأنما ترنو بِعيْنيْ فَرْقدِبيضاء لم تشْحبْ ولم تَخدَّدِتضربُ متْنَيْها بوحْفٍ أسود … يروح ويغدو بين باغٍ وحاسدِ
كم لك عندي من يد لم تُجْحَدِ … تُثْني عليك بالفعال الأمجدِ